فاز إتحاد عنابة على الجار ترجي قالمة، في ديربي وفى بوعوده من حيث الإقبال الجماهيري، لكنه لم يرق إلى المستوى المطلوب من الناحية الفنية، ولو أن الطلبة أحسنوا الاستثمار في الأزمة التي عاش على وقعها السرب طيلة الأسبوع الماضي، وقلبوا الموازين في الشوط الثاني. المقابلة عرفت انطلاقة حذرة من الجانبين، مع محاولة المحليين الدخول مباشرة في صلب الموضوع، بالتوجه صوب الهجوم في محاولة للنيل مبكرا من مرمى الحارس جمعة، وقد أتيحت لهم فرصة إمضاء هدف السبق بعد 10 دقائق إثر خطأ في المراقبة، لكن الشاب يحيى أخفق في إيداع الكرة داخل الشباك.
عزيمة القالميين قابلها العنابيون بتكتل دفاعهم، مع المراهنة على المرتدات، والتي كاد قشير على إثر إحداها أن يصل إلى المبتغى (د:26)، لما وجد نفسه وجها لوجه مع الحارس بن زايد، لكن قذفته جانبت الإطار.
السيطرة القالمية أجبرت الحارس جمعة على تحمل عبء اللعب، إلا أن صموده تواصل .. قبل أن يرى الكرة تستقر في عمق شباكه، بعد عمل فني رائع من يحي، الذي راقب الكرة بالصدر داخل منطقة العمليات، و صوب قذفة قوية، أسكنها مباشرة في الركن الأيمن من المرمى، مانحا الأسبقية للترجي، و مفجرا فرحة عارمة في المدرجات. "فيزيونومية" اللقاء تغيرت كلية في الشوط الثاني، لأن الموازين إنقلبت رأسا على عقب، و السيطرة أصبحت للزوار، الذين تحكموا في منطقة وسط الميدان، في ظل الإنهيار الكلي للمحليين من الناحية البدنية، نتيجة مقاطعتهم للتدريبات في غضون الأسبوع الماضي، و هو العامل الذي ساعد "الطلبة" على صنع العديد من الفرص السانحة للتهديف، خاصة عن طريق حرحوز و قشير، قبل أن يتمكن قشير من تعديل النتيجة في الدقيقة 58، إثر خطأ فادح في المراقبة على مستوى المحور. هذه النتيجة دفعت بمدرب "الطلبة" لكناوي إلى القيام ببعض التغييرات التكتيكية في محاولة لتفعيل القاطرة الأمامية، مع الرمي بكامل الثقل في الهجوم سعيا لإحراز الفوز، مقابل تراجع عناصر الترجي إلى الدفاع، و تحمل عبء المقابلة، لتعرف الدقيقة 84 إعلان الحكم غربال عن ضربة جزاء، إثر إصطدام الكرة بيد المدافع القالمي عبدة داخل منطقة العمليات، و هي الضربة التي تولى تنفيذها المدافع خروبي بنجاح، مسجلا هدف التفوق لفريقه، لتنتهي المباراة في روح رياضية عالية بفوز إتحاد عنابة وسط فرحة عارمة لأنصاره، الذين رافقوا تشكيلتهم إلى قالمة، و من دون وقوع أي أعمال عنف و شغب بين مشجعي الفريقين، على إعتبار أن هذا "الديربي" جرى تحت تعزيزات أمنية جد مشددة.
ص / فرطــاس
