صحــراوي يـلوّح بــالاستقالــة بـسبب غـضب الأنصــار على الـمردود في الـوديــات
لوّح المدرب التوهامي صحراوي بالاستقالة من على رأس العارضة الفنية لاتحاد عنابة، على خلفية الانتقادات التي تعرض لها من طرف مجموعة من الأنصار، خلال المباراة الودية التي جمعت «الطلبة» بالضيف مستقبل الرويسات مساء أول أمس الجمعة، حيث ذهب صحراوي إلى حد الجزم بأنه يفكر بجدية في مغادرة الفريق، بسبب عدم قدرته على تحمل الضغط المفروض من بعض المناصرين حتى قبل انطلاق المنافسة الرسمية.
صحراوي و في دردشة مع النصر صبيحة أمس أوضح بأنه لم يتقبل التصرفات الصادرة عن مجموعة من الأنصار، والتي ما فتئت تطالب بضرورة المزاوجة بين الآداء و النتيجة، و صرح في هذا الصدد قائلا: «عند موافقتي على تدريب الفريق العنابي اتفقت مع الرئيس زعيم على هدف وحيد، و هو السعي لتجسيد حلم الصعود إلى الرابطة المحترفة الثانية، شريطة تضافر جهود الجميع، و وقوف المناصرين إلى جانب فريقهم في اللحظات الحاسمة، لكنني تفاجأت برد فعل الأنصار بمجرد شروعنا في التحضيرات، لأنهم فرضوا ضغطا نفسيا كبيرا علينا و على اللاعبين، و ظلوا يطالبون بالآداء الراقي فوق الميدان أثناء اللقاءات الودية، مع انتقاد الخيارات التي نعمل على تجريبها في كل مرة، و الأمور بلغت الذروة في لقاء الرويسات، مما جعلني أفكر في الاستقالة، و ترك المجال لمدرب قادر على تلبية مطلب الأنصار الغاضبين».
و أكد ذات المتحدث بأن الرئيس زعيم يبقى الحاجز الوحيد الذي منعه من الإنسحاب دون سابق إشعار، لأنني ـ كما أردف ـ « كنت قد لمست فيه رغبة كبيرة في العمل على تحقيق الهدف المسطر، و قد عمد إلى توفير كافة الإمكانيات الكفيلة بإدراك هذه الغاية، و بالتالي فإنني لا أستطيع الهروب من منصبي دون موافقة رئيس النادي، في غياب حجة كافية لتبرير القرار المتخذ، خاصة و أن الموسم لم ينطلق بعد، و الدليل على ذلك أن زعيم طلب مني سهرة أول أمس نسيان هذه القضية، و التفكير في المقابلة الرسمية الأولى، و لو أن بقاء الأمور على حالها يدفعني إلى ترسيم الاستقالة في قادم المرات».
و أشار صحراوي في سياق متصل إلى أن رد فعل مجموعة من الأنصار في المدرجات في جميع الوديات التي أجراها الاتحاد في عقر الديار، رغم أننا ـ على حد تعبيره ـ « فزنا في أغلب المقابلات، لكن مطلب المشجعين الغاضبين يكمن في ضرورة تحسين آداء التشكيلة، و قد بلغت الأمور درجة انتقاد الخيارات، و الخطة التكتيكية المنتهجة، و كأنني أميل أكثر إلى الدفاع، و هو ما لا أتقبله إطلاقا، لأنني أصبحت بمثابة المدرب غير المرغوب فيه، مما جعلني أفكر في الإنسحاب».
مدرب «الطلبة» أكد في نفس الإطار بأنه كان عند تفاوضه مع إدارة النادي شهر جوان الفارط قد رسم خارطة طريق بخصوص نظام العمل المنتهج، لأن بطولة الهواة ـ حسب قوله ـ « لها خصوصياتها، و الصعود في نهاية الموسم لا يكون من نصيب الفريق الذي يقدم مردودا أفضل في المباريات، بل حليف من يحصد أكبر عدد ممكن من النقاط، و عليه فإنني اتفقت مع المسيرين على هذا الجانب، و ذلك بالبحث عن الطريقة التي تسمح لها بتحقيق نتائج إيجابية في أغلب اللقاءات، من دون مراعاة مردود التشكيلة».
من هذا المنطلق أوضح صحراوي بأن برمجة المباراة الودية ضد مستقبل الرويسات كانت مدروسة، تحسبا للخرجة الرسمية الأولى أمام مولودية المخادمة، لأننا ـ على حد تصريحه ـ « اخترنا منافسا يتشابه في أسلوب لعبه مع المخادمة، و قد انتهج خطة دفاعية محكمة، و هذا «السيناريو» الذي ستسير على وقعه أغلب لقاءاتنا في عقر الديار على مدار الموسم المقبل، و قد سعينا للبحث عن الحلول، و نجحنا في تحقيق انتصار صعب بهدف وحيد، لكنني كمدرب كنت مسرورا بما قدمه اللاعبون، إلا أن الأنصار غضبوا».
ص / فرطـــاس