حقق إتحاد تبسة الأهم و اقتطع تأشيرة التأهل إلى الدور القادم، مستغلا فرصة اللعب داخل الديار، لأن الضيف شباب وادي رهيو قدم مباراة في المستوى، خاصة خلال الشوط الثاني، وكان قريبا من إحداث المفاجأة، لكن غياب النجاعة الهجومية حال دون ذلك، ليكون عامل الخبرة المفتاح الذي عبد طريق الكناري إلى الدور ثمن النهائي.
اللقاء كانت بدايته متكافئة، وانحصر فيه الصراع على الكرة في حدود الدائرة المركزية، من دون تسجيل فرص سانحة للتهديف من الجانبين، رغم أن موايعية كاد بعمل فردي، أن يفتتح باب التسجيل لأصحاب الأرض في دقيقة 15 بقذفة صاروخية، أجبرت الحارس وهاب عبد الفتاح على إظهار كامل رشاقته لإبعاد الكرة إلى الركنية.
تواضع المستوى من الطرفين جعل الفرديات تصنع الفارق، بدليل أن موايعية وظف خبرته الطويلة، وصنع حملة هجومية في الدقيقة 30، بتوغله على الجهة اليسرى، لكن مدافع الشباب سليماني لمس الكرة بيده داخل منطقة العمليات، وهو الخطأ الذي أعلن على إثره الحكم بعطوش عن ضربة جزاء للمحليين، تولى تنفيذها بن جدة بنجاح مفتتحا باب التسجيل.
هذا الهدف لم يغير من «فيزيونومية» اللقاء، لأن رد فعل الزوار في الشوط الأول كان محتشما، بينما اكتفى الكناري بتحصين منطقة وسط الميدان، دون تسجيل فرص تستحق الذكر.
مع بداية الشوط الثاني حاول مدرب وادي رهيو بلجيلالي تفعيل خط الهجوم و التوجه نحو الأمام، خاصة بعد إقحامه أولهيز بديلا لزميله بوعبد الله، وهو التغيير التكتيكي الذي أعطى ديناميكية أكبر للقاطرة الأمامية للشباب، بدليل أن السيطرة أصبحت للضيوف، ولو أن الحظ أدار بظهره للمهاجم سعيدون في الدقيقة 48، لما صوب صاروخية من على مشارف منطقة العمليات، قبل أن يقوم القائد قصيور بعمل هجومي منسق، اضطر على إثره المدافع عايد إلى ارتكاب مخالفة داخل منطقة العمليات، ليعلن الحكم بعطوش عن ركلة جزاء للزوار، نفذها قصيور معيدا الأمور إلى نصابها.
تحكم شباب وادي رهيو في منطقة وسط الميدان تواصل، بالاعتماد على التمريرات القصيرة، لكن غياب النجاعة الهجومية حال دون تجسيد الفرص المتاحة، أمام براعة الحارس دوادي، الذي أنقذ فريقه من هدفين محققين، في الدقيقتين 67 و 75، لكن و في الوقت الذي فقد فيه أنصار الكناري الأمل بخصوص قدرة فريقهم على التأهل إلى الدور القادم، استغل المهاجم خوالد هفوة دفاعية على مستوى محور الشباب، ليقتنص كرة شبه ميتة، انفرد على إثرها بالحارس وهاب عبد الفتاح، ليسكن الكرة بذكاء كبير في الشباك، مرجحا كفة أهل الدار (د:78).
باقي فترات اللقاء سارت على وقع صراع تكتيكي كبير، لأن الإتحاد تراجع كلية إلى الدفاع، وقد عمد مدربه قزونة إلى تعزيز القاطرة الخلفية، بإقحام الثنائي عمري وسماسل، بينما رمى الضيوف بكامل ثقلهم في الهجوم سعيا لتدارك الوضع، لكن صافرة الحكم بعطوش أعلنت عن تأهل إتحاد تبسة، وسط فرحة عارمة لأنصاره، سيما وأن هذا الإنجاز يبقي حلم تكرار ملحمة الموسم الفارط يراود التبسية، بينما ودع شباب وادي رهيو المنافسة مرفوع الرأس، بعدما قدمت تشكيلته مردودا جيدا.
م / خ