ليكنس.. عجـوز بلجيكي يعيـش على وقـع "الأحـلام" لبيـع الأوهـام
لم يخرج التقني البلجيكي جورج ليكنس عن المألوف في تعليقه على النكسة، والتي وصفها بالدرس القاسي الذي يجب أن نستخلص منه العبر تحسبا للإستحقاقات القادمة، وكأن الجزائريين يسبحون في فلك وهو في فلك آخر، بزرعه «الأحلام الوردية»، والتمسك بأمل التأهل إلى مونديال روسيا، بتركيزه على مباراة زامبيا، ووصفها بالمنعرج الحاسم، وكأن العجوز البلجيكي مرر الإسفنجة بسرعة البرق على «نكسة» الغابون، وتجاهله آثار الصدمة التي لحقت بملايين الجزائريين.
خرجة ليكنس أثبتت بأنه اختصاصي في بيع «أحلام» الماضي، التي عاشها مع منتخب بلاده (بلجيكا)، واتخاذ مغامرته مع منتخب تونس مطية لافتعال الأعذار لتبرير الإخفاقات، لأنه وبصرف النظر عن الكيفية التي عاد بها إلى الجزائر، فإنه ظل في كل لقاء صحفي يستشهد بالمنتخب البلجيكي، ويعتبر الجيل الحالي ثمرة إستراتيجية العمل التي وضعها، قبل أن يغادر مكرها ويسلم المشعل لمساعده مارك ويلموتس، الذي وصفه بـ «تلميذه».
سيناريو هندسة ليكنس بخصوص «الانتفاضة» الكروية للمنتخب البلجيكي يبقى مجرد «وهم»، لأن هذا التقني كان فعلا قد قاد «الشياطين الحمر» في فترة عصيبة خلال 3 سنوات، لكن فشله في التأهل إلى «أورو 2012» كلفه الإقالة، وهو نفس المصير الذي لقيه لما قاد بلجيكا في مونديال فرنسا 1998، إلا أنه أقيل عقب الإقصاء من الدور الأول.
استذكار ليكنس إنجازات المنتخب البلجيكي، يبقى المغزى منه سعيه لإقناع الجزائريين بأنه وافق على العودة إلى قيادة الخضر، على أمل النجاح في استنساخ نفس المشروع الكروي، لكن حقيقة الميدان تثبت بأن ليكنس لا بصمة له في المجد الحالي لمنتخب بلاده، لأنه عند إقالته ترك «الشياطين الحمر» في الصف 41 عالميا، والزحف إلى الصدارة كان بفضل المشوار الاستثنائي لتصفيات مونديال 2014، في عهد خليفته ويلموتس.
وظل العجوز البلجيكي (68 سنة) يتخذ من سيناريو «كان 2015» مع المنتخب التونسي مطية لخلق الأعذار، وتعليق الفشل في كل مباراة على مشجب التحكيم الإفريقي، بدليل توجيهه أصابع التهام في لقاء السنغال للحكم البوتسواني، بحجة واهية مفادها توقيف المباراة قبل انقضاء وقتها الرسمي، رغم أن الحكم احتسب 4 دقائق كوقت بدل ضائع، وكأن الحكام سبب فشله في إفريقيا، بحجة توقيف مغامرته مع «التوانسة» بفضيحة تحكيمية في ربع نهائي خدمت منتخب البلد المستضيف غينيا الإستوائية، ليسارع إلى إسقاط ذلك السيناريو على فشله مع الخضر، انطلاقا من مباراة نيجيريا، ثم اللقاء الأول لدورة الغابون أمام زيمبابوي، قبل أن يتجرد من الواقعية والمنطق، باتهام التحكيم في مقابلة السنغال.
ص / فرطاس