تستمع لجنة الانضباط التابعة للرابطة المحترفة في جلستها المقررة صبيحة اليوم، إلى أقوال و تصريحات طبيب فريق مولودية سعيدة، بشأن قضية اللاعب وليد عبدلي، الذي اشتبه في تناوله مواد محظورة في إحدى المباريات، الأمر الذي جعله محل تحقيق معمق من طرف اللجنة المختصة، في انتظار الإعلان عن الإجراءات العقابية التي ستتخذ في حقه، سيما و أن التحريات مست جميع الأطراف، منها اللاعب المعني و كذا الطبيب الذي كان قد تكفل بإخضاعه لاختبار المنشطات.
و تشير المعلومات التي تحصلت عليها النصر من مصدر من داخل اللجنة، إلى أن قضية اللاعب وليد عبدلي أخذت بعدا عالميا، و طفت على السطح بعد تلقي الفاف مؤخرا إشعارا رسميا من الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات الكائن مقرها بمونتريال الكندية، تطلب من خلاله توضيحات بخصوص ملف هذا اللاعب.
و استنادا إلى ذات المصدر، فإن قضية عبدلي تعود إلى شهر مارس 2016، لما خضع لإختبار المنشطات في نهاية المباراة التي جمعت فريقه مولودية سعيدة، بالمستضيف إتحاد حجوط، في إطار بطولة الرابطة المحترفة للموسم المنصرم، لأن العينات التي أرسلتها اللجنة الطبية الفيدرالية إلى مخبر لوزان، كشفت نتائجها الأولية تحايل اللاعب على اللجنة، كون النتيجة أظهرت بأن العيينات المرسلة تحتوي على مياه الحنفية، من دون وجود أي أثر للبول، و هو الأمر الذي كان موضوع رد رسمي تلقته الإتحادية الجزائرية شهر أفريل 2016 من مخبر لوزان.
و أضاف مصدر النصر في نفس الصدد، بأن اللجنة الطبية على مستوى الفاف لم تعر أي إهتمام لمحتوى التقرير الوارد إليها من سويسرا، حيث اكتفت بوضعه في الأرشيف، من دون الاستفسار مع اللاعب بخصوص نتائج التحاليل، و سر اكتشاف هذه الحالة الشاذة، لأنها المرة الأولى التي تشير فيها نتائج اختبارات المنشطات، إلى إقدام اللاعب على ملء الإناء الشاهد بمياه الحنفية بدلا من التبوّل فيه، لكن مخبر لوزان قام بالموازاة مع ذلك بخطوات قانونية، تمثلت في إشعار الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات بحيثيات ملف اللاعب عبدلي، لأن المخابر المتخصصة في تحاليل المنشطات ملزمة، دوما بإرسال تقاريرها إلى الوكالة، مهما كانت نتائجها سلبية أو إيجابية.
و أوضح نفس المصدر بأن الحالة الإستثنائية للاعب عبدلي، دفعت بالوكالة العالمية لمكافحة المنشطات إلى إخضاع العيينات المحصل عليها من الفاف، لخبرة مضادة على مستوى أحد المخابر بألمانيا، لكن نتائج التحاليل، و التي كانت على 3 مراحل، كانت مطابقة لما وقف عليه مخبر لوزان، و ذلك بالتأكيد على أن السائل عبارة عن ماء، و لا يحتوي على أي قطرة من البول، ما دفع بالوكالة إلى إرسال إستسفار رسمي إلى الفاف منتصف شهر جانفي الفارط بخصوص هذه القضية.
طفو هذا الملف مجددا على السطح، وضع اللجنة الطبية الفيدرالية على المحك، لأن الإتحادية الجزائرية مجبرة على تقديم توضيحات بخصوص مستجدات هذه القضية، الأمر الذي قابلته لجنة الانضباط بفتح تحقيق معمق، و ذلك بإستدعاء اللاعب للإستماع إلى أقواله، رغم أنه حسب تأكيد مصدرنا، نفى أن يكون قد قام بملء الإناء بماء الحنفية، كما تم طلب تقرير تكميلي من الطبيب الذي اشرف على المعاينة، و هو مسؤول الطاقم الطبي للمنتخب الأولمبي، و عضو اللجنة الطبية الفيدرالية، لأن القوانين المعمول بها تلزم الطبيب بمرافقة اللاعب حتى إلى المرحاض، لمراقبة سلوكاته و تصرفاته عند خضوعه لإختبار المنشطات، بصرف النظر عن قضية تركيز السائل عند سكبه في الأنبوب الشاهد، و الذي يلفت الإنتباه وفقا لعدة معطيات، لكن الطبيب المعني أمضى مباشرة على محضر المعاينة من دون الأخذ بعين الاعتبار محتوى الأنبوب.
و خلص مصدرنا إلى التأكيد على أن الإجراءات المعمول بها تصنف هذا السلوك في خانة التحايل و خرق القوانين، و العقوبة التي ترافقه تعادل تلك المتعلقة بمحاولة تناول مواد محظورة، و لو ان لجنة الإنضباط ـ يستطرد نفس المصدر ـ عمدت إلى الإستماع إلى كل الأطراف، لتمكين الفاف من تقديم تقرير مفصل وشامل إلى الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات، و هذا طبعا بعد الإفراج عن العقوبة الأولية المسلطة على اللاعب عبدلي، لأن الوكالة تحوز على حق مضاعفة العقوبة، على خلفية محاولة اللاعب التحايل على هيئات وطنية و عالمية.
صالح فرطاس