قال المدرب الجزائري المقيم بإسبانيا، و الحائز على أكبر الشهادات التدريبية على مستوى الإتحاد الأوروبي مروان براهيمي، بأنه التقى لوكاس ألكاراز في عديد الملتقيات الدولية، و وقف على قيمة الناخب الوطني الجديد، الذي يحظى باحترام و اعتراف أكبر المدربين في العالم، مشيرا خلال الاتصال الهاتفي الذي جمعه بالنصر، بأن مدرب الخضر يمتلك كافة المواصفات، التي ترشحه للنجاح مع الجزائر، كما أضاف بأنه يجب وضعه في أحسن الظروف، قبل إصدار أي أحكام في حقه.
• بحكم إقامتك بإسبانيا ومعرفتك بعديد المدربين هناك، هل لك أن تحدثنا عن الناخب الوطني الجديد لوكاس ألكاراز؟
لقد كانت لي الفرصة أن التقيت الناخب الوطني الجديد لوكاس ألكاراز في عديد المناسبات، خلال الملتقيات الدولية التي تجمع أبرز المدربين العالميين، على غرار رانييري وكونتي و زيدان و غوارديولا، وغيرها من الأسماء التي تصنع ربيع أكبر الأندية في القارة العجوز، و لكنني وقفت على نقطة مهمة، و هي أن مدرب الخضر يحرص على التواجد بانتظام في مثل هذه التجمعات، خاصة و أنه يود اكتساب معرفة أكبر في المجال التدريبي، الذي هو في تطور مستمر، كما أن ألكاراز متفوق في هذا المجال، و يكفي أنه يمتلك أكبر الشهادات التدريبية، فضلا على أنه أستاذ بأحدى أفضل الجامعات في إسبانيا.
• هل من معلومات إضافية بخصوص لوكاس ألكاراز؟
من وجهة نظري اعتبره خيارا جيدا للكرة الجزائرية، بالنظر إلى ما يمتلكه من ثقافة كروية مغايرة عن الثقافات التي عملت معنا مؤخرا، على غرار المدرستين الفرنسية و البلجيكية. أعتقد بأن ألكاراز قادر على جعل المنتخب الوطني يلعب كرة قدم جميلة، خاصة و أن المدرسة الإسبانية تتماشى و المؤهلات التي يتمتع بها لاعبو منتخبنا الوطني، الذين يعتمدون على المهارات أكثر. آمل في أن ينجح معنا هذا المدرب، كما كان الحال مع الكرة الإسبانية التي شهدت ثورة حقيقية في العشر سنوات الأخيرة. فبعد أن كان منتخب المدرب كليمنتي يعتمد على القوة البدنية قبل سنة 2006، تغيرت الأمور بشكل كلي مع قدوم المخضرم أراغونيس على رأس «لاروخا»، حيث أتى بفلسفة لعب جديدة، و نجح في جعل الكرة الإسبانية الأفضل على المستوى العالمي، و هو ما أتمنى أن يتحقق مع ألكاراز، القادر على قيادتنا لنكون الأحسن قاريا، خاصة و أننا نمتلك من التعداد ما يجعلنا نتربع على عرش الكرة في إفريقيا.
• ماذا عن شخصيته و هل هو قادر على التحكم في المجموعة؟
لوكاس ألكاراز يمتلك شخصية قوية جدا، إلى جانب أنه مدرب مثابر و طموح، و حسب معرفتي البسيطة به، فهو مدرب صارم و لا يجامل أي لاعب مهما كان اسمه و وزنه في الفريق، و هي المواصفات التي يتمتع بها غالبية المدربين الإسبان و ليس ألكاراز فقط، و هنا أريد أن أحدثكم عن تجربتي القصيرة مع المدرب السابق لشباب قسنطينة ميغيل أنخيل فيكاريو، الذي كان يرفض السماح للاعبين بالمغادرة نحو مقر سكناهم بعد انتهاء المباريات الودية، كما أنه يحرص على أن يكون أشباله على مقربة منه دوما، حتى و لو خلال أيام الراحة. أنا أتمنى التوفيق لألكاراز الذي أمامه مهمة محفوفة بالمخاطر، بالنظر إلى الوضعية الحالية للمنتخب الوطني الذي فقد الكثير من بريقه.
• هل هذا المدرب يمتلك المواصفات اللازمة ليكون ناخبا وطنيا؟
لا يجب أن نحكم على نجاح مدرب أو فشله من خلال السيرة الذاتية. صحيح أن لوكاس ألكاراز درب أندية صغيرة في إسبانيا، على غرار غرناطة و إلتشي و قرطبة و ليفنتي، و لكنه يمتلك طريقة خاصة به، و هذا بشهادة و اعتراف أحسن المدربين في العالم، كما أنني أود أن أذكركم بنقطة مهمة، و هي أن سيرة المدرب لم تعد تحظ بكل هذا الاهتمام، فماذا فعل الإيطالي فابيو كابيلو لما كان يشرف على المنتخب الروسي خلال مونديال البرازيل 2014؟؟. لقد غادر من الدور الأول، رغم أنه يعد المدرب الأغلى في تلك الدورة، و لذلك لا يجب أن نركز على هذا الأمر كثيرا، بقدر ما نحن مطالبون بوضع الناخب الوطني في أحسن الظروف، خاصة و أنه يمتلك المواصفات التي تجعله مرشحا للنجاح معنا، خاصة إذا ما حافظ على نفس فلسفته.
• هل لديك فكرة عن الطاقم المساعد له، خاصة و أنه إسباني مائة بالمائة؟
ليست لدي فكرة عن الطاقم الفني المساعد له، و لكنني متأكد بأن اختياره لهم كان عن قناعة، و لامتلاكهم الكفاءة و الخبرة الكافيتين. لقد انتظرت المدرسة الإسبانية أن تدخل الجزائر قبل الآن، خاصة و أنها الأنسب لنا، كونها تعتمد على الكرات القصيرة، التي كانت من أبرز نقاط قوتنا خلال فترة الثمانينيات. لقد أتى لوكاس ألكاراز، و أنا أنتظر منه أن يحدث ثورة حقيقية على مستوى طريقة لعب المنتخب الوطني، الذي لم يعد بالفريق المخيف مقارنة بالفترة الماضية، و التي نجحنا خلالها في التأهل إلى المونديال في مناسبتين متتاليتين.
• ألا تعتقد بأن عدم معرفته بالأجواء الإفريقية سيشكل له صعوبات في النجاح؟
لا يجب أن نعطي هذه الجزئيات أكثر من حجمها. يجب أن نفكر في كيفية تسهيل مهمة عمله، و بعدها يجب أن نحكم عليه، إفريقيا صحيح لديها طابع خاص، و لكنني متأكد بأنه سيتأقلم بسرعة معنا، و سينجح في قيادتنا نحو الأهداف المرجوة، خاصة وأن أملنا كبير في استعادة الكرة الجزائرية لقوتها، لأنها مصدر فرح شعبنا العزيز.
• تم تداول عدة أسماء إلى جانب ألكاراز، على غرار كاباروس و غارديو و خواندي راموس، من كنت تفضل بصراحة؟
أنا مع المدرسة الإسبانية و لست مع أي مدرب من المدربين الذين ذكرتهم. لا يهم اسم المدرب بقدر ما يهم أن الناخب الوطني الجديد يملك كفاءة، و عمل في المستوى العالي، كونه أشرف على عدة نواد في «الليغا»، و هذا ليس في متناول أي مدرب آخر، كما أن صغر سن ألكاراز سيكون عامل إيجابي بالنسبة له، خاصة و أننا نريد مدربا قادرا على فرض شخصيته على المجموعة التي تعاني بعض الاضطرابات منذ عدة أشهر، و هو ما انعكس بالسلب على المردود العام لرفقاء رياض محرز، الذين خيبوا الآمال في نهائيات كأس أمم إفريقيا «كان 2017» بالغابون.
حاوره: مروان. ب