صنف المدرب لطفي يسعد مغامرته مع ترجي قالمة في خانة أفشل تجربة في مشواره التدريبي، و أكد بأن سقوط «السرب الأسود» إلى قسم ما بين الجهات من عواقب المشاكل المتعددة التي تخبط فيها طيلة موسم كامل، رغم أنه كان قريبا من النجاة.
يسعد وفي حوار مع «النصر» حاول تشريح الأسباب التي كانت وراء نكسة السقوط، و أوضح بأنه لم يتجرع بعد مرارة الفشل في المحافظة على مكانة الترجي في وطني الهواة، إلى درجة أنه اعتبر نفسه مدانا لدى الفريق و الأنصار على حد سواء، و تسديد الدّين لن يكون ـ حسبه ـ إلا بالمساهمة في إعادة «السرب» إلى مكانته الحقيقية، و بالتالي رد جميل الأنصار، كما تحدث اللاعب و المدرب السابق لهلال شلغوم العيد عن أمور أخرى ميزت مشوار الفريق القالمي هذا الموسم
• ما تعليقكم على سقوط ترجي قالمة من وطني الهواة و أنتم على رأس عارضته الفنية؟
فشل الترجي في المحافظة على مقعده في حظيرة الهواة هذا الموسم، يعد في نظري الشخصي جريمة تم اقترافها في حق واحدة من أعرق المدارس الكروية على الصعيد الوطني، لأنه من العيب و العار أن يسقط الفريق إلى قسم ما بين الرابطات، بسبب مشاكل داخلية ظلت تطفو على السطح على مدار موسم كامل، من دون أن تتحرك مشاعر أبناء المدينة، في وقت كانت فيه قلوب المناصرين الأوفياء تتمزق من شدة الحسرة على هذه الكارثة، و عليه فإنني لم أصدق بعد بأن السقوط كان المصير الحتمي للفريق الذي دربته على مدار 18 مباراة في البطولة.
•لكن المشوار كان كارثيا في الجولات الأخيرة من البطولة، فما سبب ذلك الانهيار؟
عند تسلمي المهام في الجولة 12 وجدت الفريق يعاني من جميع الجوانب، خاصة الناحية البسيكولوجية، و قد حاولت بالتنسيق مع اللجنة المسيرة ترتيب البيت بسرعة البرق، و إعادة الروح للمجموعة، بإعطاء اللاعبين الشبان المزيد من الثقة في النفس والإمكانيات، فكانت ثمار ذلك تحسن النتائج الميدانية، بدليل عدم تلقي الهزيمة في 6 مباريات متتالية، فضلا عن استغلالنا فترة الراحة قبيل انطلاق النصف الثاني من المشوار لشحن البطاريات من جديد، و قد خرجنا نسبيا من المنطقة الحمراء، لكن الأمور عادت إلى نقطة الصفر، بسبب المشاكل الإدارية المعقدة.
• هل من توضيحات أكثـر بخصوص هذه المشاكل؟
كما يعلم الجميع فإن الصراعات الإدارية ظلت تميز الجو العام لترجي قالمة منذ الصائفة الماضية، لكن الإشكال بلغ الذورة بعد تجميد الرصيد البنكي للنادي تنفيذا لأحكام قضائية صدرت لفائدة الرئيس السابق و كذا بعض اللاعبين، وهي القضية التي تزامنت مع انطلاق مرحلة الإياب، مما حال دون استفادة اللجنة المسيرة الحالية من مبالغ مالية رصدتها السلطات العمومية، لتكون هذه المشاكل نقطة التحول في مشوار الفريق، سيما وأن المسيرين اعترفوا بعدم قدرتهم على تسوية الوضعية المالية العالقة للاعبين من أموالهم الخاصة، في ظل تواصل القبضة الحديدية بخصوص الرصيد البنكي وقرار التجميد، لتمتد المشاكل إلى خلافات بين الطاقم المسير وبعض اللاعبين الذين اقدموا على تجميد الحساب، رغم أنهم يتواجدون ضمن التعداد الحالي، لينعكس هذا الصراع الداخلي على الفريق، بمقاطعة أغلب العناصر للتدريبات.
• و كيف كان رد الفعل بعد النهاية الدراماتيكية على وقع «نكسة» السقوط؟
من الصعب تجرع مرارة السقوط، خاصة وأننا حسابيا كنا الأقرب لضمان البقاء، إلا أن المعطيات تغيرت بعد المشاكل الداخلية التي عايشناها، لأن غياب اللاعبين عن التدريبات، وعدم الحصول على المستحقات أثر بصورة مباشرة على النتائج، كما أن ترجي قالمة أصبح مستهدفا من طرف العديد من المنافسين، وكأن أصحاب «الكواليس» رسموا مخططا يرمي إلى إسقاط هذا الفريق، من أجل إنقاذ فرق أخرى كانت مهددة أكثر منا بالسقوط، وما يجسد هذا الطرح نتائج الجولات الأربعة الأخيرة من البطولة، التي قلبت الموازين وجعلتنا نتدحرج إلى مؤخرة الترتيب في المنعرج الحاسم من السباق.
• لمسنا في كلامكم الكثير من التأثر بسبب هذا الإخفاق؟
عندما وافقت على تدريب الترجي ارتديت ثوب رجل الإنقاذ، و وجدت إلى جانبي مسيرين متحمسين لتحقيق المبتغى، إلا أن الصراعات أسقطت كل الحسابات في الماء، وجعلت المشاكل الإدارية تأخذ منحى تصاعديا مع تقدم مشوار البطولة، إلى درجة أن كل طرف أصبح يسعى لتسوية وضعيته، من دون تنصيب المصلحة العامة في المقام الأول، ليكون الترجي في النهاية هو الضحية، ولو أن ما هز مشاعري تصرف الأنصار الأوفياء تجاهي في المباراة الأخيرة ضد خنشلة، لأنهم اعترفوا بالمجهودات الكبيرة التي قدمتها في محاولة لإنقاد الفريق، الأمر الذي جعلني أذرف الدموع، وأحس بجزء من المسؤولية في السقوط، و عليه فإنني سأسعى لتسديد هذا الدين إذا ما أتيحت لي فرصة البقاء على رأس العارضة الفنية للترجي، و بالي لن يرتاح إلا بعد عودة «السرب الأسود» إلى مكانته في وطني الهواة.
حاوره: ص / فرطــاس