اعترف قائد الخضر السابق عنتر يحيى بوجود خلل على مستوى التشكيلة الوطنية مؤخرا، مشيرا بأن هناك العديد من الأسباب، التي أدت إلى هذا التراجع الرهيب، والبداية برحيل المدرب وحيد حليلوزيتش، وافتقاد المجموعة للروح والرغبة في الانتصار. ورفض صانع ملحمة «أم درمان»، تحميل المسؤولية كاملة للاعبين، معتبرا أن الفشل كان مبرمجا، كما شدد عنتر يحيى أن حمل ألوان المنتخب الوطني هو شرف لكل لاعب مهما كانت نجوميته. واستهل عنتر يحيى الحوار الذي أجراه مع فرانس فوتبول بالحديث عن إخفاقات الخضر في الآونة الأخيرة، بداية من «كان» 2017 إلى الإقصاء من مونديال روسيا، مشيرا إلى الأسباب التي كانت وراء هذه الخيبة الكبيرة:» ما يحدث للخضر مؤخرا هو عبارة عن خيبة أمل بأتم معنى الكلمة، فبعد أن أدينا كأس العالم 2014 بطريقة رائعة، أين أحرجنا بطل العالم ألمانيا، وكنا قادرين على إقصائه، الأمور اختلفت الآن، حيث يعيش المنتخب الوطني فترة حرجة للغاية، خاصة بعد نهائيات كأس أمم إفريقيا 2017 ، وما تبعها من إخفاقات خلال تصفيات مونديال روسيا 2018».
و رفض قائد الخضر السابق تحميل المسؤولية الكاملة للاعبين في الفشل في بلوغ مونديال 2018، معتبرا أن الاخفاق كان مبرمجا:» كيف يمكن بناء منتخب قوي في ظل تعاقب خمسة مدربين على المنتخب الوطني خلال 17 شهرا، فمع توالي مجيء المدربين وذهابهم في فترة التصفيات، يمكن الجزم أن الفشل كان مبرمجا لا محالة»، وتابع عنتر يحي: «من الصعب توجيه الانتقادات أو تحميل لاعب معين مسؤولية إخفاق المنتخب، ولكن هناك مسؤولية جماعية، كما علينا أن نشير إلى أن الكرة الجزائرية تتحمل عبئ كل هذه الأخطاء».
تراجع الخضر بدأ منذ رحيل حليلوزيتش
وفي رده عن سؤال بخصوص عدم تعيين مدرب فرنسي على رأس المنتخب الوطني قال عنتر يحيى بأن ذلك ساهم كذلك في الوضعية الحالية للمنتخب الوطني: «الجزائريون يفهمون و يتحدثون الفرنسية، و في بعض الأحيان من الصعب أن تفهم كلاما عندما يكون مترجما بوسيط، حسب اعتقادي كرة القدم حوار متواصل بين المدرب واللاعبين، وهو ما لم يكن موجودا في المنتخب الوطني في فترة ميلوفان راييفاتس، وكذا الناخب الوطني الحالي لوكاس ألكاراز، الذي لا يجيد الحديث باللغة الفرنسية، وهو ما خلق له بعض الصعوبات في إيصال كافة الرسائل إلى اللاعبين».وأضاف عنتر يحيى، الذي يشغل منصب المدير الرياضي في فريق أورليون الفرنسي بأن تراجع الخضر بدأ منذ رحيل الناخب وحيد حليلوزيتش:» أدينا مونديالا رائعا في 2014 مع المدرب وحيد حليلوزيتش الذي قام بعمل رائع، ولذلك كان يجب الحفاظ على نفس المنتخب ومحاولة تطويره، ولكن حدث العكس».
هناك خلل في المجموعة و لا يجب أن نلوم الدفاع فقط
وعن الأمور التي صارت تفتقدها التشكيلة الوطنية فوق الميدان مؤخرا، والتي ظهرت بشكل واضح وجلي، خلال مباراتي زامبيا لحساب التصفيات المؤهلة إلى مونديال روسيا، قال:» لاحظت خلال المرحلة الأولى من مباراة زامبيا، أين خسرنا بثلاثية كاملة أخطاء كارثية بالنسبة لمنتخبنا، حيث رأينا منتخبا ضعيفا جدا، وأكثر ما هو واضح هو انعدام روح الجماعة و الثقة، و لاحظت أيضا عدم محاولة اللاعبين بذل أي مجهود إضافي».
و كشف عنتر يحيى بأن هناك خلل في المجموعة و طريقة اللعب:» اللاعبون كانوا بطيئين جدا أمام زامبيا، خاصة في المباراة الأولى التي لعبت في لوزاكا، في إفريقيا علينا أن نتأقلم سريعا، و في بعض الأحيان عليك أن تلعب بطريقة مباشرة، خاصة في خط الهجوم». و اعتبر قائد الخضر السابق بأن مشكلة المنتخب الوطني لا يمكن حصرها في الخط الخلفي فقط، على اعتبار أن المسؤولية جماعية، و أضاف: «مشكلة الخضر لا تقتصر على خط الدفاع فقط، قبل كل شيء نحن نعمل كمجموعة واحدة، في الأخير المنتخب الوطني فقد روح الفوز التي كان يتمتع بها من قبل، على اللاعبين أن يعرفوا أن إفريقيا ليست مثل أوروبا».
المنتخب الوطني يفتقد لقائد حقيقي
و أشار عنتر يحيى إلى أن المنتخب الوطني أصبح يفتقد لقائد حقيقي فوق الميدان، على غرار مجيد بوقرة و مهدي لحسن:» أظن أن المنتخب الوطني يفتقد إلى قائد حقيقي، و إلى من يقود المجموعة، أنا لا أقلل من دور القادة مبولحي و براهيمي أو ماندي، و لكن في بعض الأحيان يتوجب وجود لاعب محنك، لاعب قوي و خبير».
و ختم عنتر يحيى تصريحاته بالتأكيد على أنه يجب على اللاعبين، الذين يتم اختيارهم للدفاع عن الألوان الوطنية، أن يتركوا كل رغباتهم الشخصية جانبا من أجل المصلحة العليا للمنتخب:» يجب تجاوز كل المصالح الشخصية، عندما يتعلق الأمر بالمنتخب الوطني، من أجل تجنب أي فتنة تحدث في المجموعة، لأن هناك لاعبين يعتبرون أنفسهم يملكون شرعية الأقدمية في المنتخب، و آخرين صغار يطمحون لإثبات أنفسهم، و بالنسبة لي يجب وضع إستراتيجية في اختيار العناصر، التي تمثل الألوان الوطنية مثلما هو معمول به في كل المنتخبات العالمية، و لكن لا تفاوض على حمل الألوان الوطنية».
مروان. ب