أكد عضو المكتب الفيدرالي رشيد قاسمي أمس من قسنطينة خلال إفتتاح أشغال المنتدى الجهوي حول الوضع الراهن للكرة الجزائرية، على أن الطاقم الجديد للفاف قرر الإعتماد على الكفاءات الجزائرية كخيار حتمي في الجانب التقني، عملا بقاعدة «الجزائري أولا و قبل كل شيء»، لأننا ـ كما قال ـ « كنا قد جربنا كل الخيارات الأخرى، بإخضاع الكرة الجزائرية للكثير من التحاليل، بالمراهنة على العديد من التقنيين الأجانب من دول مختلفة، غير أن النتائج الميدانية كانت فاشلة».
قاسمي وبصفته رئيس اللجنة الفيدرالية المكلفة بتحضير المنتدى الوطني الذي تعتزم الفاف تنظيمه يومي 11 و 12 ديسمبر القادم، أشار في الكلمة التي ألقاها أمس خلال المنتدى الجهوي الذي أقيم بفندق الخيام بقسنطينة على أن المكتب الفيدرالي قرر صرف النظر كلية عن المدربين الأجانب، و وضع الثقة في تقنيين جزائريين، على أمل النجاح في إخراج المنظومة الكروية الوطنية من الدوامة التي أصبحت تتواجد فيها، موضحا بأن نتائج المنتخب الأول في تصفيات مونديال روسيا كانت كافية لتفجير الوضع، و تصعيد موجة غضب الأنصار على المنتخب بكامل تركيبته، من لاعبين و طاقم فني، مع تحميل المسؤولية لأعضاء الإتحادية.
وبخصوص برمجة المنتديات الجهوية أوضح قاسمي بأن دورة قسنطينة تعد المحطة الثالثة في برنامج اللجنة المكلفة بتنظيم هذه الملتقيات، بعد دورتي الجزائر العاصمة و وهران، مضيفا بأن المغزى من هذه المنتديات يكمن في السماع إلى انشغالات جميع الأطراف الفاعلة في الساحة الكروية الوطنية، من لاعبين سابقين، مدربين و حتى إعلاميين، لأن الأزمة الحالية ـ حسب تصريحه ـ « دفعت بالاتحادية إلى رمي الكرة في مرمى المحيط، على أمل مساهمة القاعدة في إيجاد حلول ميدانية كفيلة بإعادة القطار إلى السكة، كما أننا لا نستطيع القيام بأي خطوة دون مشاركة المحيط، مع تقديم ضمانات بتجسيد التوصيات التي سنخرج بها من هذه المنتديات على أرض الواقع، و فك عقدة إبقائها مجرد حبر على ورق، والتي ظلت الشبح الذي اصطدمنا به عند شروعنا في الاحتكاك بكل الأطراف الفاعلة».
على صعيد آخر أكد عضو المكتب الفيدرالي عمار بهلول في مداخلته على أن برمجة منتدى وطني جاء ليجسد الوعود التي كان رئيس الفاف خير الدين زطشي قد قدمها للجزائريين عند توليه رئاسة الإتحادية في مارس الماضي، معترفا في معرض حديثه بأن المنظومة الكروية أصبحت تعيش حالة سبات، و إعادة تنشيطها يتطلب ـ حسبه ـ « إعادة الإعتبار للكفاءات الجزائرية، و هي الورقة التي وجدنا أنفسنا مرغمين على اللجوء إليها، بعد فشل تجربة الأجنبي لوكاس ألكاراز، و عليه فقد قررنا فتح الأبواب أمام جميع الأطراف، لأن التهميش كان سببا رئيسيا في إبقاء الإطارات الوطنية خارج نطاق الخدمة في المنتخبات لسنوات طويلة».
إلى ذلك فقد انصبت مداخلات الحضور في إطار واحد، و ذلك بالتأكيد على أن الكرة الجزائرية مريضة في الفترة الحالية، نتيجة السياسات المنتهجة، حيث أثار الرئيس السابق لشباب قسنطينة بن غزال على أن سلك التحكيم على سبيل المثال يبقى ضحية غياب إستراتيجية واضحة في التسيير، لأن الإنطلاقة الفعلية تكون من القاعدة، بالإنتقاء على مستوى الرابطات الولائية، و إسناد مهمة تسيير السلك على جميع الأصعدة لأهل الإختصاص من الحكام السابقين، بينما أثار الدكتور رشيد بوعراطة قضية المخاطر الكبيرة التي تشكلها الأرضيات المغطاة بالعشب الإصطناعي على صحة و سلامة اللاعبين، كونها مسببة للسرطان، ملحا على ضرورة الإستثمار العقلاني في الأموال، و توجيه شطر منها لتأهيل و تهيئة المرافق الرياضية، و لو أنه اعتبر الإصلاح الرياضي ضرورة حتمية للخروج من الأزمة الراهنة، بعد أن كانت التجربة الأولى من الإصلاح قد أتت بثمارها.
بالموازاة مع ذلك فقد أبدى عاشور نجار استغرابه من انتشار ظاهرة جلب المدربين الأجانب في أندية النخبة، رغم أن التجارب الميدانية أثبتت بأن هذا الخيار يبقى فاشلا، ولا يمكن أن يكون حلا لإخراج الكرة الجزائرية من هذه الوضعية، كما اعتبر النوادي الهاوية نقطة الانطلاق لأي إستراتيجية جديدة قد تعتمد في المستقبل.
أما ضياء الدين بولحجيلات فقد أكد على أن المنظومة الكروية الوطنية خاطئة في تركيبتها، بتهميش الإطارات المحلية على جميع الأصعدة، في غياب قوانين صارمة تحدد شروط تأسيس النوادي الرياضية، و المعايير الواجب توفرها في الأعضاء المسيرين لأي فريق، بينما أعرب عبد الحميد صالحي عن استيائه من توسيع قانون الإحتراف إلى نوادي لا تستوفي الشروط المحددة في دفتر الأعباء، واعتبر تقليص عدد النوادي المحترفة إلى ما دون 16 فريقا أمرا ضروريا للنهوض بالكرة الجزائرية، شريطة احترام النصوص القانونية المعمول بها. ص .
فرطـــاس / ر. بورصاص