التواجد في المؤخرة لا يخيفنا و الديون سبب الأزمة
• في البداية ما تعليقكم على الوضعية الحالية للفريق في مؤخرة الترتيب ؟
الحقيقة التي لا يمكن انكارها أن «السرب الأسود» يسدد حاليا فاتورة المشاكل الكثيرة التي ظل يتخبط فيها خلال المواسم الفارطة، لكن أن تصل الأمور إلى درجة التدحرج إلى مؤخرة ترتيب بطولة ما بين الجهات فهذا ما لم أكن أتصوره شخصيا، لأنني عندما وافقت على تحمل المسؤولية وتولي رئاسة النادي حاولت انتهاج استراتيجية جديدة في العمل، بمراعاة الظروف العصيبة التي يمر بها الفريق، مع السعي لمنح الفرص لشبان الولاية لحمل ألوان أحد أعرق الأندية، إلا أن هذا الخيار أثبت فشله الميداني الذريع، بدليل وجود مجموعة من اللاعبين حاولت افتعال المشاكل في الآونة الأخيرة، مما أجبرنا على التحرك بسرعة البرق لاحتوء الأزمة قبل استفحالها.
• لكن النتائج لم ترق إلى مستوى التطلعات منذ بداية الموسم؟
رهاننا كان مبنيا على التشبيب، والمشاكل الإدارية التي عاش على وقعها النادي طيلة الصائفة الماضية انعكست بصورة مباشرة على التحضيرات، لأنني حملت المشعل في منتصف شهر أوت الماضي، و ترتيب البيت لم يكن بالأمر الهيّن، في ظل العزوف الجماعي عن التواجد في المكتب المسير، دون تجاهل مشكلة الرصيد البنكي المجمد، فكانت انطلاقتنا صعبة للغاية، ونقص التحضير أثر بالسلب على النتائج الفنية، كما أن افتقار اللاعبين الشبان للخبرة حرمنا من العديد من النقاط، لتكون عواقب هذه التراكمات طفو مشكل داخلي افتعلته مجموعة من العناصر، من خلال المطالبة بالمستحقات المالية، مع مقاطعة التدريبات، فكان رد فعلنا بابعاد 6 لاعبين نهائيا من التعداد، والقائمة مرشحة للارتفاع، لأنني لن أرضخ لضغوطات اللاعبين، ومصلحة الفريق تبقى فوق كل اعتبار.
• وهل ترى بأن الترجي قادر على تجاوز هذه الأزمة والخروج من منطقة الخطر؟
مشكلتنا ليست في النتائج، بل في عدم تأقلم اللاعبين الشبان مع ظروف مباريات قسم ما بين الجهات، لأننا نلعب دوما تحت تأثير ضغط كبير، خاصة في لقاءاتنا خارج الديار، فضلا عن قضية التحكيم التي لها ضلع كبير في وضعيتنا الراهنة، ولو أن الجميع مقتنع بأننا نمتلك مجموعة شابة تقدم مقابلات في المستوى من الناحية الفنية، إلا أن النتائج مازالت بعيدة عن التطلعات، كما أن الرزنامة لم تساعدنا في بداية هذا الموسم، لأننا أجرينا 5 مباريات بعيدا عن القواعد، و 3 فقط بملعبنا، منها الديربي ضد نصر الفجوج، وعليه فإنني لست خائفا على مستقبل الفريق، والتدارك ممكن في قادم المباريات، لكن الإشكالية تتمثل في الأزمة المالية الخانقة.
• وماذا عن إعانات السلطات المحلية وقضية الحساب البنكي المجمد؟
منذ أن توليت رئاسة النادي لم اتحصل على أي سنتيم كدعم سواء من السلطات أو من المقاولين و رجال الأعمال، و قد تحملت كل المصاريف من مالي الخاص، مع تسجيل بعض الديون، لأنني وجدت نفسي مجبرا على ضرورة وضع القطار على السكة، مادامت قد وافقت على حمل المشعل، كما أن السلطات قدمت وعودا تقضي بتسريح إعانات للنادي في غضون الأسابيع القليلة القادمة، منها إعانة من ميزانية المجلس الولائي، وأخرى من صندوق دعم مبادرات الشباب، في انتظار حصة الفريق من الميزانية الاضافية للبلدية، ولو أن اشكالية الرصيد البنكي تبقى أكبر هاجس يثير مخاوفنا، لأن الأحكام القضائية الصادرة لفائدة الدائنين من مواسم سابقة تبقى تتهاطل، بعد تجميد قرابة 2 مليار سنتيم في جويلية الماضي، الأمر الذي يجعلنا ندق ناقوس الخطر بخصوص هذه القضية، لأن الديون المقيدة في مختلف التقارير الفارطة تقارب 4,5 مليار سنتيم.
حــاوره: ص / فرطــاس