توقفت مغامرة اتحاد بلخير في منافسة الكأس عند محطة ثمن النهائي مع تبخر حلم مواصلة المغامرة بالانهيار أمام شباب الزاوية، في قمة صغار الجهوي التي كانت بمثابة عرس كروي كبير في مدرجات ملعب سويداني بوجمعة بقالمة، بحضور قرابة 20 ألف متفرج و لو أن بصمة المايسترو حاج صدوق في تأهل الضيوف كانت واضحة و صنعت الفارق.
المقابلة عرفت انطلاقة متكافئة بين الطرفين، بانحصار الصراع على الكرة في حدود الدائرة المركزية، مع التزام كل فريق الحيطة و الحذر، و تجنب الكشف عن الأوراق مبكرا الأمر الذي انعكس بصورة مباشرة على فيزيونومية اللعب، بدليل أن أولى الفرص التي تستحق الذكر كانت بعد مضي 15 دقيقة، حيث انفرد مهاجم اتحاد بلخير براهمية بحارس الضيوف غنيم، إلا أن قلة التركيز حالت دون وصوله إلى المبتغي.
هذه اللقطة كانت بمثابة الإنذار الذي حرك تشكيلة الزاوية، على اعتبار أن أشبال المدرب زواني خرجوا من قوقعتهم و أحكموا سيطرتهم على منطقة وسط الميدان، مستغلين المساحات الكثيرة التي تركها المنافس، وهي السيطرة التي أتت بثمارها في الدقيقة 24، بعد مجهود فردي قام به المايسترو حاج صدوق على الجهة اليسرى، و أنهاه بتمريرة ميليمترية باتجاه زميله عرفة، الذي كان متحررا من المراقبة ليسكن الكرة في شباك الحارس حبشي.
هذا الهدف أربك أبناء زيمو و قضى على معنوياتهم، حيث فقدوا كامل التركيز والتوازن فأصبحوا شبه تائهين فوق أرضية الميدان، مما فسح المجال أمام الزوار لإحكام سيطرتهم المطلقة على مجريات المباراة، فأبدع حاج صدوق في صنع اللعب بلمسات ميليمترية على مستوى منطقة الوسط ليتحول إلي هداف بحلول الدقيقة 38، بعدما قام بعمل فردي على الرواق الأيسر راوغ من خلاله مدافع الاتحاد دزيري و أودع الكرة في شباك الحارس حبشي بذكاء كبير قاضيا بذلك على آمال أهل الدار في تدارك الوضع و العودة في النتيجة.
فيزيونومية اللعب لم تتغير كثيرا في المرحلة الثانية، رغم أن لاعبي الاتحاد حاولوا شحن البطاريات مجددا، لكن الافتقار للجرأة الهجومية أبقى محاولات يوسفي و رفاقه جد محتشمة، وعلى العكس من ذلك، فإن الخطورة كانت من جانب الزوار، و قد كان قائد الاوركسترا حاج صدوق قريبا من توقيع الهدف الثالث في الدقيقة 52، بعد عمل ثنائي مع جبار وجد على إثره نفسه وجها لوجه مع حبشي، غير أن براعة هذا الأخير حالت دون تلقي شباكه لهدف ثالث.
إلي ذلك فقد حاول مدرب اتحاد بلخير بن خريف، تفعيل القاطرة الأمامية بإقحام الثلاثي خروبي و كتيتني و دواخة لتكون الفرصة الوحيدة التي تستحق الذكر للمحليين في الدقيقة 69 لما توغل براهمية داخل منطقة العمليات، إلا أن الحارس غنيم تألق في إنقاذ مرماه.
الدقيقة 74 عرفت إطلاق المايسترو حاج صدوق رصاصة الرحمة على آمال أبناء زيمو بلمسة معلم إثر مخالفة مباشرة من على مشارف منطقة العمليات، أسكن من خلالها الكرة في مرمى الحارس حبشي بطريقة فنية رائعة، و هو الهدف الذي جعل أنصار الاتحاد يغادرون المدرجات، بعد تبخر حلم التأهل لأن الدقائق الأخيرة من المباراة، لم تشهد سوى احتفال عناصر الزاوية بتأهلهم التاريخي إلي ربع النهائي.
ص - ف
