السنافر يتمردون على تقاليد وأعراف ميزت بطولة الاحتراف
أخرج فريق شباب قسنطينة صراع اللقب من ثنائية “وفاق سطيف – اتحاد الجزائر”، بعدما لبس النادي القسنطيني هذا الموسم ثوب البطل مبكرا، وتمكنت تشكيلته من تسيد جدول الترتيب منذ الجولة الخامسة رافضة التفريط في حلم، لطالما راود السنافر وأجبرتهم إخفاقات العقود الماضية، على رسم أحلامهم في صمت وتحويلها لأسرار لا يبوحون بها سوى في الجلسات المغلقة، رغبة منهم في الرد ميدانيا على كل من حاول التهكم على خلو خزانة الفريق العريق من الألقاب والكؤوس واقتصار قميصه على نجمة كانت محصلة لقب موسم 1996 - 1997 .
تستعد الكرة الجزائرية لوضع نقطة ختام الموسم الثامن، منذ ولوج عالم الاحتراف بداية موسم 2010-2011، وتبرز الإحصائيات سيطرة وفاق سطيف، بعدما حصد أبناء عين الفوارة نصف عدد النسخ، مقابل تتويجين لاتحاد الجزائر، ولقب آخر كان من نصيب أولمبي الشلف تبقى قيمته كبيرة جدا، على اعتبار أنه الأول في العهد الجديد، غير أن هوية المتوجين وعدد الألقاب المحصلة تبرز صراعا ثنائيا على تسيد الكرة الجزائرية بين فريقي الوفاق وسوسطارة، اللذين تحولا إلى قطبي الرياضة الأكثر شعبية ببلادنا، وفق ما كرسته نتائجهما في المنافسات الإفريقية، بتتويج الأول برابطة الأبطال ووصول الثاني لنهائي نسخة 2015.
شروع السنافر في احتفالات تتويج فريقهم باللقب الثاني في تاريخهم، بعد ثماني مواسم منذ ولوج عالم الاحتراف، رغم حاجة تشكيلتهم لنقطة ترسم اللقب، حتى وإن سيطرت على المشهد العام بولاية قسنطينة، غير أنها شدت انتباه المتتبعين وأهل الاختصاص لما يحضر عمراني وأشباله لجنيه، بعد تمرد السنافر على أعراف وتقاليد ألفها المتتبعون باقتصار التنافس على فريقي سوسطارة والوفاق، مع ظهور منافسين بين الفينة والأخرى ، لكن بثوب “كومبارس” على غرار الشبيبة والمولودية البجاوية وحتى مولودية الجزائر العام الماضي.
كما شكل حال السنافر قبل سنة فقط، محور تساؤلات بخصوص كيفية ووصفة تحول فريق ضمن بقاءه في آخر جولة من بطولة آخر نسخة، لفريق ينافس على اللقب ويتحول بعد أشهر فقط من نادي “مريض”، مثقلا بمشاكل إدارية، لفريق يحسب له ألف حساب وباءت كل محاولات الملاحقين معادلة رصيده النقطي، حتى أن مرحلة العودة حولت التنافس من احتلال المركز الأول للتداول على مركز الوصافة التي أنهت تشكيلة الساورة مرحلة الذهاب على أريكتها، قبل أن تتحول لمولوديتي وهران والجزائر وتعود في ختام الموسم مناصفة بين النصرية ونسور الجنوب.
ما حققته تشكيلة فريق شباب قسنطينة، يبقى من المجحف عدم التطرق لما قدمته الشركة الوطنية للأشغال في الآبار المالكة لغالبية أسهم الفريق، غير أن أكبر عامل ساهم فيه، يبقى دون شك تفطن مسؤولي ذات المؤسسة البترولية، لأهمية الاستقرار على المستويين الفني والإداري وتركيبة التشكيلة، حيث كللت سياسة تجنب التغييرات، بلقب سبق جنيه في فريقي مولودية بجاية ووفاق سطيف، عندما انتهجا نفس السبيل وتصرفا بمنطق! ك - كريم
