• من غير المعقول اللعب في وطني الهواة بميزانية لا تتعدى 2،5 مليار
أكد الربيعي قيدوم على أن تلويحه بالاستقالة، من رئاسة شباب قايس خلال الجمعية العامة المنعقدة مطلع هذا الأسبوع، ليس مجرد تهديد، وإنما إلقاء بكامل المسؤولية إلى أسرة النادي لتقرير مستقبل الفريق، ومحاولة استغلال الوقت الكافي لتنصيب مكتب مسير جديد.
حــاوره: صالح فرطــاس
قيدوم، وفي حوار خص به النصر، أوضح بأن قرار انسحابه نهائي ولا رجعة فيه، وأرجع سبب ذلك إلى الظروف الصعبة التي يتخبط فيها الشباب، رغم الانجازات الميدانية التي حققها، في غياب الامكانيات المادية التي تكفي لضمان التواجد أطول فترة ممكنة في وطني الهواة، كما تحدث عن مسيرة الفريق خلال الموسم المنقضي، وأمور أخرى نقف عليها في هذه الدردشة.
• لوّحتم خلال الجمعية العامة العادية بالاستقالة، فهل أخذت الأمور مجراها الرسمي؟
هناك قوانين تضبط جدول أعمال الجمعيات العامة، والدورة التي عقدناها يوم السبت الماضي، خصصت بالأساس لعرض التقريرين المالي والأدبي لنشاطات النادي طيلة سنة 2017، وعليه فإنني لم أكن قادرا على الاعلان عن استقالتي بصفة رسمية، دون تقديم الحصيلة الخاصة بالنصف الأول من السنة الجارية، وبالتالي فقد كان الحديث عن انسحابي خلال فسح المجال، أمام الحضور لمناقشة مستقبل الفريق، لأنني كنت قد أشعرت الجميع بموقفي منذ نحو 4 أشهر، وذلك ليس بنية التهديد، بحثا عن دعم السلطات، بل إنها خطوة ترمي إلى وضع كافة أعضاء الجمعية العامة، وحتى الأنصار أمام الأمر الواقع، لتقرير مصير الشباب، والبحث عن مخرج من الوضعية التي يتواجد فيها.
• نفهم من كلامكم أن الإنسحاب رسمي ولا رجعة فيه؟
استقالتي من رئاسة النادي، كنت قد أعلنت عنها مع نهاية مرحلة الذهاب لبطولة الموسم المنقضي، غير أنني وجدت نفسي، مجبرا على مواصلة مهامي، بنية حماية الفريق من السقوط، لأن الظروف الصعبة التي مر بها الشباب كانت توحي بإمكانية عودته السريعة إلى قسم ما بين الرابطات، كما أن اللاعبين واصلوا الدفاع عن ألوان الفريق من منطلق الثقة التي وضعوها في شخصي، بخصوص مستحقاتهم المالية، والوعود التي قدمتها لهم، فكانت المواصلة بمثابة خيار حتمي لا مفر منه، لكن المقابلة الأخيرة ضد اتحاد عنابة، كانت نقطة النهاية لمسيرتي كرئيس للنادي، ولو أن هناك شيئا مهما أريد أن أفتح قوسا بشأنه.
• تفضل ... ما هو؟
الثقة المتبادلة بيني وبين اللاعبين، كانت مفتاح النجاح خلال الموسم الفارط، باحتلال الصف السابع في بطولة وطني الهواة، مع بلوغ الدور 16 من منافسة كأس الجمهورية، والإقصاء أمام اتحاد بلعباس، الذي توج بالكأس، لأن اشكالية المستحقات المالية ظلت مطروحة في غياب مصادر التمويل، لكن من دون طفو أي مشكل داخلي، على اعتبار أننا عمدنا إلى تسديد علاوات المباريات بصورة منتظمة، وطمأنة اللاعبين بشأن الشطر المتبقي من منحة الامضاء، وهذا كله من أجل تفادي أي «سيناريو» لا تحمد عواقبه في مرحلة الإياب، لأن حسابات السقوط كانت جد معقدة، والابتعاد عن منطقة الخطر، كان بفضل الجدية الكبيرة التي تحلى بها اللاعبون والطاقم الفني في منعرج الحسم.
• هل تمت تسوية الوضعية المالية العالقة للاعبين؟
الوفاء بالوعود التي قدمتها أمر حتمي وضروري، لأن ما حققه اللاعبون ميدانيا جعلهم محل إشادة كبيرة من طرف المكتب المسير والأنصار، وليس من السهل في الوقت الراهن، أن تجد لاعبين يوافقون على مواصلة الموسم دون تلقي مستحقاتهم، لكن الثقة المتبادلة تجبرني على تسديد المستحقات العالقة، ولو كان ذلك من مالي الخاص، وعليه يمكن القول بأن هذه الإشكالية تم طي صفحتها.
• وماذا عن الوضعية المالية وقضية الديون المتراكمة التي دفعت بكم إلى الانسحاب؟
الحديث عن هذا الجانب ذو شجون، لأننا لم نتلق على مدار موسم كامل سوى إعانة بقيمة 2,5 مليار سنتيم، منها مليار سنتيم يمثل مكافأة الصعود المحقق الموسم الفارط، وهي القيمة المالية، التي لا تكفي لتغطية مصاريف فريق ينشط في بطولة الهواة، بدليل أن مصاريف باقي الأندية التي تواجدت معنا في نفس الوضعية، وضمنت البقاء بكل أريحية تأرجحت ما بين 7 و10 ملايير سنتيم، في الوقت التي تلقينا فيه وعودا من السلطات المحلية، تقضي بتسريح اعانات للنادي، لكن مداولة البلدية والتي تضمنت دعما للفريق بقيمة 2 مليار سنتيم مازالت رهينة الأدراج، في انتظار استكمال بعض الاجراءات الإدارية، وهذه الاعانة عند دخولها الخزينة ستخصص بالأساس لتسديد شطر من الديون العالقة، لأن مصاريف سنة 2017 بلغت 4,7 مليار سنتيم، بما فيها مستحقات اللاعبين في النصف الثاني من البطولة، وكذا علاوة الصعود التاريخي إلى وطني الهواة، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع مؤشر الديون إلى عتبة 5 ملايير سنتيم.
• هذه الأرقام قد تقطع الطريق أمام كل من يريد خلافتكم.. أليس كذلك؟
ما أود أن أقوله في هذا الشأن أن شباب قايس ليس ملكية خاصة لي، وتواجدي على رأس النادي قبل 6 سنوات كان كرد فعل من أحد ابناء المنطقة، ومن باب الغيرة على الفريق، سيما وأن الشباب كان مهددا بالشطب النهائي من بطولة الجهوي الثاني لرابطة باتنة، وقد سخرت مالي الخاص في تلك الفترة لاعادة ترتيب البيت، والانطلاق بالقطار مجددا على السكة الصحيحة، لنحقق الصعود 3 مرات، ونسجل حضور الفريق في وطني الهواة لأول مرة منذ تأسيسه قبل 71 سنة، فضلا عن النجاح في بلوغ الدور 16 لمنافسة الكأس، والاعانات الاجمالية التي تلقيناها من السلطات العمومية طيلة هذه الفترة لم تتجاوز 10 ملايير سنتيم، وشخصيا فإنني اعتبر باب الرئاسة مفتوحا لكل من يرغب في تسيير النادي، لأن الفريق أصبح بحاجة إلى وقوف كل أبناء المدينة، وانسحابي كرئيس لا يعني بأنني سأغلق باب المساعدة، بل سأبقى من الممولين للفريق الذي ساهمت في اخراجه من غياهب الأقسام السفلى إلى الأضواء.
ص. ف