اعتبر مدرب جمعية أولاد زواي سمير بن كنيدة، نجاح فريقه في تفادي السقوط إلى الجهوي بمثابة المعجزة، التي تحققت ميدانيا بفضل تضافر جهود أعضاء أسرة النادي، انطلاقا من الرئيس، مرورا باللاعبين ووصولا إلى الطاقم الفني، لأن المتتبعين كانوا قد صنفوا الجمعية في خانة أكبر المهددين بالسقوط بعد انطلاقتها الكارثية.
بن كنيدة، وفي حوار خص به النصر، أكد بأن موافقته على حمل المشعل في منتصف المشوار كانت مغامرة غير مضمونة العواقب، لكنه أراد رفع التحدي مع فريق ساهم في صعوده من الجهوي الثاني إلى قسم ما بين الرابطات، كما تحدث عن مشوار الجمعية وسر خروجها من منطقة الخطر في المنعرج الحاسم من الموسم، إضافة إلى أمور أخرى نقف عليها بالتفصيل في هذه الدردشة التي كانت على النحو التالي:
• ما تعليقكم على نجاح الجمعية في المحافظة على مكانتها في قسم ما بين الرابطات ؟
ضمان البقاء لم يكن بالأمر السهل، لأن كل المتتبعين كانوا قد أدرجوا جمعية أولاد زواي كأول النازلين إلى الجهوي، وذلك بالنظر إلى النتائج السلبية المسجلة في الثلث الأول من البطولة، والدليل على ذلك أنني استلمت المشعل بعد الجولة العاشرة، ورصيد الفريق لم يكن يتجاوز 8 نقاط، مع ملازمة المركز الأخير في ترتيب المجموعة الشرقية، لكن نهاية المشوار كانت بأريحية كبيرة، بعد ترسيم البقاء قبل 3 جولات من إسدال الستار.
• لكن بصمتكم على هذا الانجاز كانت واضحة، خاصة بعد الانتفاضة في المنعرج الحاسم من الموسم؟
عندما وافقت على تدريب الجمعية، كنت متيقنا بأن المهمة ليست سهلة، لكنني وجدت نفسي مجبرا على قبول العرض، بحكم العلاقة الوطيدة التي تربطني بالرئيس قدور مهني، وكذا بالفريق، لأن جمعية أولاد زواي، تشكل محطة بازرة في مسيرتي كمدرب، وقد حققت معها الصعود من الجهوي الثاني، كما أن الفترة التي قضيتها مع الفريق في السنوات الفارطة، دفعتني إلى الاستجابة لنداء الاستغاثة الذي أطلقه المسيرون، رغم أني كنت مقتنعا بأن المهمة ليست مضمونة العواقب، لكن حاولت ترتيب البيت على مراحل، بتوظيف معرفتي الجيدة بخبايا النادي كورقة رابحة، ولو أن هناك شيئا جد مهم لابد من التوقف عنده.
• تفضل ... ما هو؟
إخراج الفريق من منطقة الخطر، كان ثمرة تضحيات كل الأطراف، لأن الفريق أشهر سلاح الإرادة في هذه المرحلة، كما أنني كمدرب عمدت إلى توزيع برنامج العمل على 4 مراحل، فكان تجاوب اللاعبين بسرعة مع الاستراتيجية التي رسمناها، وذلك بإلتزامهم الجدية في التدريبات، دون تجاهل الدور الكبير الذي لعبه الرئيس مهني، بإقدامه على تسوية مستحقات اللاعبين المقترنة بعلاوات المباريات على الفور، لتكون المرحلة الثانية هي الأهم في مشوار الجمعية، وذلك بالحصول على 12 نقطة في الجولات الخمس الأولى من مرحلة الإياب، مما ساعدنا على الخروج نسبيا من مؤخرة الترتيب، مع كسب اللاعبين المزيد من الثقة في النفس والامكانيات.
• لكن حسابات تفادي السقوط بقت معقدة إلى غاية الجولة ما قبل الأخيرة؟
المجموعة الشرقية لقسم ما بين الرابطات لها خصوصياتها، بطغيان طابع «الديربي» على أغلب المباريات، الأمر الذي يجعل كل اللقاءات هامة ومصيرية، كما أن هذا الموسم عرف بقاء 12 فريقا مهددا بشبح السقوط إلى غاية الجولات الأخيرة، لكن تجاوزنا عتبة 34 نقطة، جعلنا نعمد إلى تسيير المشوار بحيطة وحذر في الجولات الخمس الأخيرة، فكان فوزنا على التلاغمة كافيا لترسيم البقاء قبل 3 جولات من نهاية الموسم، وهو أمر لم نكن نتوقعه، لتكون نهاية الموسم برصيد 40 نقطة، وهذا كله ثمرة التضحيات الكبيرة، التي قدمها اللاعبون والطاقم الفني، ونجاح الرئيس مهني في الوفاء بالوعود التي قدمها للمجموعة.
• وماذا عن مستقبلكم مع الفريق، والنوايا في مواصلة قطف ثمار هذه الاستراتيجية؟
شخصيا ليس لدي أي مانع في مواصلة العمل كمدرب لهذا الفريق، لأنني اعتبر نفسي واحدا من الأفراد الفاعلين في أسرة الجمعية، بالنظر إلى العلاقة الوطيدة التي تربطني بالأنصار منذ سنوات عديدة، لكن إلى حد الآن لم أتحدث مع رئيس النادي بخصوص الموسم القادم، ولو أنني جد متحمس للاستثمار في التعداد الذي شكلناه هذا الموسم، لأن ركائز الفريق كانت قد حققت الصعود معي من الجهوي الثاني، وهو عامل ساعدنا كثيرا على تنفيذ البرنامج الذي سطرناه.
• هل من كلمة ختامية لهذا الحوار؟
تجربة هذا الموسم علمتني الكثير، ومكنتني من اكتشاف خبايا قسم ما بين الرابطات، رغم أن مستوى المنافسة يبقى متواضعا، لكن مفاتيح تجسيد الأهداف تبقى متنوعة، كما لا أفوّت الفرصة للتنويه بالإنجاز الذي حققه شباب قسنطينة، لأنني «سنفور»، وفرحتي باللقب الثاني في تاريخ النادي لا يمكن تصوّرها، دون نسيان جمعية عين مليلة ومولودية بجاية، ونجاحهما في الصعود إلى الرابطة المحترفة الثانية، خاصة وأنني سجلت تواجدي في هذين الفريقين كمدرب، إضافة إلى الجار اتحاد عنابة بعودته إلى الرابطة الثانية، فضلا عن الانجاز التاريخي لفتيات وئام قسنطينة بانتزاع «الدوبلي»، والذي واكب الثورة الكروية بالولاية، وبالتالي فمن حقنا أن نفرح مطولا.
حــاوره: ص / فرطــاس