• نافسنا اتحاد عنابة على تأشيرة الصعود بـ 3,5 مليار
ربط رئيس اتحاد خنشلة وليد بوكرومة بقاءه على رأس النادي لموسم آخر، بإفرازات جلسة العمل المقررة سهرة اليوم، مع بعض الأطراف الفاعلة في الساحة الرياضية بالولاية، تحت إشراف «المير»، وأكد بأن إشكالية نقص مصادر التمويل تبقى السبب الوحيد، الذي دفعه إلى التفكير بجدية في رمي المنشفة.
بوكرومة، وفي حوار خص به النصر أمس، أشار إلى أن مستقبل الفريق مرهون بالمبادرة التي تبناها رئيس البلدية سعيا لتشريح الأزمة، والعمل على الخروج منها بسرعة، موضحا بأنه قادر على تشكيل فريق تنافسي في ظرف 48 ساعة، شريطة توفير الأموال، كما عاد إلى تجربة الموسم الفارط، والأسباب التي حالت دون تحقيق الصعود، إضافة إلى أمور أخرى نقف عليها بالتفصيل في هذه الدردشة:
• في البداية بودنا أن نستفسر عن جديد الفريق خاصة بعد المشاكل المادية التي طفت مؤخرا على السطح ؟
الحقيقة أن الأزمة المالية الخانقة، التي عاش على وقعها الاتحاد طيلة الموسم المنصرم أجبرتني على تقديم استقالتي، لأننا لم أعد قادرا على تحمل مسؤولية تسيير الفريق بسبب عدم تلقي الدعم المادي الكافي من السلطات المحلية، سيما وأن طموحات الأنصار كبرت، وحلم الصعود إلى الرابطة المحترفة الثانية أصبح يراودنا جميعا، لكن وعند مراسلتي رئيس البلدية لإشعاره بالقرار، أعرب عن رفضه التام لفكرة الانسحاب، وبادر إلى محاولة لم الشمل، والعمل على توفير الظروف الكفيلة بترتيب البيت، مع تقديمه وعودا بخصوص اعانات مالية استعجالية، فضلا عن استدعائه كل الأطراف الفاعلة في الساحة الرياضية بالمدينة، والأمور تبقى معلقة على الجلسة المقررة سهرة اليوم.
• هل يعني بأن إمكانية العدول عن الاستقالة تبقى من الاحتمالات الواردة؟
التلويح بالانسحاب كان بسبب عدم الحصول على الدعم المالي الكافي، والاشعار الكتابي الذي وجهته إلى السلطات تضمن كامل التفاصيل حول وضعية الاتحاد، ولو أن تحركات «المير» كانت بمثابة مؤشر أولي لاح في الأفق، بخصوص انفراج الأزمة، لأن الجلسة التي عقدها سهرة الأحد الفارط كانت كافية لتشريح الأوضاع، وذلك بحضور بعض اللاعبين والمسيرين القدامى، مع ضمان مشاركة الأنصار بالتفاعل مع النقل المباشر لأشغال هذه الجلسة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لأن أنصارنا أصبحوا يتطلعون لرؤية الفريق في مستويات أعلى، وتقديم صورة واضحة وشاملة أمر حتمي وضروري، وعليه يمكن القول بأن الكرة الان في مرمى السلطات، ومستقبلي على رأس النادي مرهون بالقرارات التي ستفرزها هذه الجلسة، خاصة في الشق المتعلق بالاعانات المالية.
• لكن الاتحاد تنافس خلال الموسم الفارط على تأشيرة الصعود، فكيف كان ذلك ؟
تجربة الموسم المنصرم كانت استثنائية بالنسبة لنا، في أول مغامرة على رأس النادي، وقد حاولنا تشكيل فريق تنافسي، إلا أن الأمور مع تقدم الجولات أخرى أخذت مجرى مغايرا، بعد النجاح في تحقيق سلسلة من النتائج الإيجابية، لتكبر طموحاتنا أكثر، في ظل التواجد ضمن كوكبة الصدارة، وقد دافعنا عن حظوظنا ميدانيا إلى غاية مباراة القل، حيث كنا ضحية مخطط تمت هندسة معالمه في «الكواليس»، فكانت نتيجة تلك المقابلة من صنع الحكام، لأن مهمتهم كانت واضحة، وأصروا على هزمنا في «سيناريو» مفضوح، خدمة لمصلحة اتحاد عنابة، والحقيقة أننا لم نكن قادرين على الصمود في وجه المخططات التي وضعها الفريق العنابي، في ظل تسخيره الأموال التي سمحت له بالتخلص من مضايقتنا قبل 4 جولات من نهاية الموسم، وهنا بودي أن أوضح شيئا مهما
• تفضل ... ما هو؟
صعود اتحاد عنابة وإن تجسد بفضل «الكولسة» والأموال، فإنه لا ينقص من قيمة ومكانة هذا الفريق، كما أنني شخصيا لست نادما على المشوار الذي أديناه، لأنها المرة الأولى منذ عدة مواسم والتي يتنافس فيها اتحاد خنشلة على تأشيرة الصعود، لأنه تعوّد على الاكتفاء بلعب الأدوار الثانوية، وتفادي السقوط، لكننا وعند موافقتنا على حمل مشعل التسيير حاولنا ضخ دم جديد في المنظومة الكروية بالمدينة، بتشكيل فريق قادر على حفظ ماء الوجه، فكان ثمار ذلك استعادة آلاف الأنصار الثقة التي فقدوها لسنوات عديدة، وقد تجسد ذلك بعودتهم إلى المدرجات لمساندة ومؤازرة الاتحاد، مما سمح لنا باكتشاف القاعدة الجماهيرية الحقيقية التي يمتلكها الفريق، رغم أن الجميع كان على دراية مسبقة بأن الظروف المادية للنادي لا تسمح بتحقيق الصعود.
• وهل من توضيحات أكثـر بلغة الأرقام حول الوضعية المالية للفريق؟
إنهاء الموسم المنصرم في مركز الوصافة يمكن تصنيفه في خانة المفاجأت إذا ما نظرنا إلى قيمة الاعانات المتحصل عليها، لأننا لم نستفد سوى من دعم وحيد من البلدية بمبلغ 2,1 مليار سنتيم، في الوقت الذي لم تتجاوز فيه مصاريف الموسم عتبة 3,2 مليار سنتيم، دون الأخذ في الحسبان الشطر الأخير من مستحقات اللاعبين، والذي يقارب 400 مليون سنتيم، وعليه فإن الديون التي تبقى عالقة تعادل 1,5 مليار سنتيم، والملفت للإنتباه أن العديد من الأندية التي كانت تنشط معنا في نفس الفوج صرفت ما بين 4 و5 ملايير سنتيم، لكنها وجدت صعوبة كبيرة في تفادي السقوط إلى قسم ما بين الرابطات، ومصاريفنا لم تختلف عن تلك الخاصة بأندية الجهوي، ومع ذلك فإننا كنا من بين المرشحين للصعود طيلة موسم كامل، في الوقت الذي فاقت فيه مصاريف اتحاد عنابة 20 مليار سنتيم من أجل الاطمئنان على تأشيرة الصعود.
• في ظل هذه الوضعية، كيف ترون مستقبل اتحاد خنشلة؟
كما سبق وأن قلت فإن الكرة في مرمى السلطات، وكلنا نترقب افرازات الجلسة التي سينظمها «المير» سهرة اليوم، ولو أن رئيس البلدية أظهر نوايا جادة للتكفل بالانشغال المطروح، وهو يسعى لايجاد مصادر تمويل تكفي للتخلص من مخلفات الأزمة التي نتخبط فيها، والتي نتجت بالأساس جراء عدم تجسيد الوعود، التي كنا قد تلقيناها من السلطات المحلية الموسم الفارط، لكن وفي حال توفير بعض المطالب فإن مواصلتنا للعمل ستكون بصورة أوتوماتيكية، والنجاح في رسم المعالم الأولية لمخطط الانقاذ الذي تنباه «مير» خنشلة سيجعلنا نبادر إلى ترتيب البيت بسرعة البرق، لأن النواة الأساسية لتعداد الموسم المنصرم تريد البقاء في الاتحاد، وكل العناصر على اتصال دائم بنا من أجل الاستفسار عن جديد الفريق، إلى درجة أنني اجزم بأن التعداد سيكون مضبوطا بنسبة كبيرة في ظرف لا يتعدى 48 ساعة، لأننا رسمنا خارطة الطريق لتكوين فريق كبير قادر على لعب ورقة الصعود، باستخلاص العبر من تجربة الموسم الماضي، إلا أن كل شيء يبقى معلقا على حجم الاعانات المالية.
حــاوره: صالح فرطــاس