وافق أعضاء الجمعية العامة لشباب قايس على استقالة الربيعي قيدوم من رئاسة النادي، وذلك بعد إصراره على رمي المنشفة، حيث حاولت مجموعة من الأنصار استغلال فرصة الدورة الاستثنائية لإقناعه بالعدول عن القرار، لكن قيدوم تمسك بموقفه، وألح على ضرورة الانسحاب، بسبب عدم توفير الإمكانيات المادية التي تكفي لمحافظة الفريق على مكانته في وطني الهواة.
ترسيم استقالة قيدوم، كانت خلال جمعية عامة ساخنة، عقدت نهاية الأسبوع، بدار الشباب، وحضرها قرابة 200 مناصر، حيث كانت الفرصة مواتية لتشريح الوضعية الراهنة للنادي، ولو أن الأشغال عرفت عرض التقريرين المالي والأدبي للموسم المنقضي.
وركز الرئيس قيدوم في مداخلته على الانجازات المحققة، خاصة وأن مغامرة «القايسية» في أول ظهور لهم في حظيرة الهواة كانت جد موفقة، بإنهاء المشوار في الصف السابع، مع النجاح في بلوغ الدور 16 لمنافسة كأس الجمهورية، وهي المحطة التي يصلها الشباب لأول مرة منذ تأسيسه قبل 71 سنة.
وأشار قيدوم في الكلمة، التي ألقاها على أعضاء الجمعية العامة، بأن مسيرة شباب قايس في البطولة، كانت جد إيجابية بالنظر إلى تركيبة المجموعة الشرقية، لأننا ـكما صرح ـ :» كنا الفريق الذي يفتقر للخبرة والتجربة في هذا القسم، ومع ذلك فقد نجحنا في تأدية مشوار مشرف، وهذا في وجود أندية سبق لها اللعب في الرابطة المحترفة، وحتى المشاركة في المنافسات القارية والإقليمية، ولم ننهزم سوى مرة واحدة داخل الديار، مما سمح لنا بضمان البقاء بكل أريحية، والاطمئنان على مكانتنا في هذا القسم قبل 10 جولات من نهاية الموسم».
إلى ذلك، فقد استعرض رئيس الشباب الوضعية المالية للنادي، وأكد في هذا الصدد بأن تقلص حجم الإعانات المرصودة من السلطات المحلية، كان السبب الرئيسي في طفو مشاكل داخلية على السطح خلال الموسم المنصرم، خاصة بعد مقاطعة بعض العناصر للتدريبات، في حركة احتجاجية غير مألوفة لدى «القايسية»، لكنها جاءت كرد فعل على تأخر الإدارة في تسوية مستحقاتهم العالقة.
من هذا المنطلق، فتح قيدوم قوسا ليصرح:»عند تحقيقنا الصعود إلى وطني الهواة كنا نترقب تلقي مكافأة مالية معتبرة، سيما وأن الشباب حقق انجازا تاريخيا، لكن هذه الحسابات كانت مجرد أمنيات لم تجد طريقها إلى التجسيد ميدانيا، لأن الصعود كاد أن يتحول إلى نقمة، مادام مستقبل الفريق، قد أصبح على كف عفريت، وقد بلغنا درجة التهديد بالشطب النهائي من المنافسة، بسبب العجز عن تسديد مستحقات الانخراط، بصرف النظر عن المشاكل العويصة التي تخبطنا فيها على مدار موسم كامل، وهذا كله بسبب الإعانة التي لم تتجاوز 1,5 مليار سنتيم، وهو المبلغ الذي لم يكن كافيا لتغطية مستحقات اللاعبين».
وانطلاقا من هذه المعطيات، أكد قيدوم بأن مؤشر الديون أخذ في الارتفاع، وبلغ 2,6 مليار سنتيم، دون الأخذ في الحسبان ديونه الشخصية، وقد استعرض أمام الحضور قائمة الدائنين، الأمر الذي جعل الأنصار يطالبون بضرورة تدخل المجلس البلدي، ورصد إعانة استثنائية للفريق، تكون كافية لتسديد شطر من هذه الديون، وكذا ترتيب البيت، والسماح بوضع القطار على السكة تحسبا للموسم الجديد، ولو أن مجموعة من أعضاء الجمعية العامة، سارعت إلى دق ناقوس الخطر بخصوص مستقبل الشباب، وأكدت على أن بقاء دار لقمان على حالها كفيل بعدم انخراط الفريق في الرابطة.
بالموازاة مع ذلك، فقد كادت الأشغال أن تشهد بعض الانزلاقات عند إعلان قيدوم عن قرار استقالته وبصفة رسمية من رئاسة النادي، لأن الجميع لم يوافق في بادئ الأمر على فكرة الانسحاب في هذا الظرف، لكن المعني برر موقفة بظروف قاهرة، وألح على ضرورة تحمل السلطات المحلية كامل مسؤوليتها، بخصوص مستقبل الفريق، لأنني ـ كما قال ـ «لم أعد قادرا على تحمل إجمالي مصاريف النادي بمفردي وعلى عاتقي، وأفضل فسح المجال أمام وجوه جديدة لتولي تسيير الفريق».
وبعد الموافقة على استقالة قيدوم، تم استكمال الإجراءات المتعلقة بالجمعية العامة الانتخابية، وذلك بتنصيب لجنة الترشيحات التي يرأسها لطفي بوزيدي، وكذا لجنة الطعون بقيادة حكيم قراب، مع تحديد يوم السبت القادم كموعد لإجراء الانتخابات، رغم أن غالبية الأنصار أعربت عن تمسكها بقيدوم، وأصرت على ضرورة العمل على إقناعه بالتراجع عن قراره، شريطة توفير الظروف الكفيلة بذلك، وفي مقدمتها الإعانات المالية المرصودة من السلطات المحلية، لأن البلدية كانت قد خصصه مبلغ 2 مليار سنتيم من ميزانيتها الإضافية للشباب، لكن هذه القيمة لا تكفي لتسديد شطر من الديون العالقة.
ص / فرطــاس
