أطباء و مرضى ينتقدون تعطل الأجهزة بمستشفى أم البواقـي
احتج، أمس، الأطباء الأخصائيين، المنتمين للنقابة الوطنية للأطباء الأخصائيين في الصحة العمومية بأم البواقي، تنديدا بالأوضاع داخل مستشفى ابن سينا بأم البواقي، مطالبين الجهات الوصية ممثلة في مديرية الصحة والسلطات الولائية، بالتدخل بوضع حد لسلسلة «التوقيفات التعسفية» التي طالت عددا منهم، إضافة إلى مطالبتهم بمعالجة عديد النقائص بالمستشفى.
من جهتهم انتقد، عدد من المرضى والأطباء بمستشفى ابن سينا، تعطل أجهزة طبية وتوقف العمل بأجهزة أخرى، فالمرضى بينوا بأن توجيههم نحو القطاع الخاص أرهق كاهلهم بارتفاع مستحقات الأشعة، التي كان من المفترض أن يجرونها بالأجهزة المعطلة التي استقدمت للمستشفى بالملايير، في الوقت الذي بين الأطباء بأنهم رفعوا انشغال المرضى للإدارة سعيا وراء إيجاد حل جذري للقضية، التي أدت إلى توقف نحو 38 عملية جراحية بالمنظار.
المحتجون من الأطباء المنتمين للنقابة أمام مديرية الصحة، نددوا بما وصفوه “بالتوقيفات التعسفية” التي طالت أربعة منهم على غرار طبيبي التخدير وعلم السموم، مبينين بأن الإدارة لم تحترم الإجراءات المنصوص عليها قانونا مع زملائهم، و قامت بتوقيفهم دون وجه حق، ولم تمتثل في المقابل لتوجيهات مفتشية الوظيف العمومي التي دعت لإعادة طبيب علم السموم لمنصب عمله. كما طالب المحتجون بإيجاد حل قانوني لمشكل المناوبات الطبية الجراحية، و كذا دعوتهم لعدم برمجة المناوبة الليلية بالمستشفيين المتواجدين بمدينة أم البواقي في آن واحد، إضافة لمطالبتهم بتجهيز مصلحة الاستعجالات بالتجهيزات الضرورية و وضع حد للتصرفات اللامسؤولة للإدارة تجاه الأطباء.
و ذهب عدد من الأطباء الذين التقينا بهم، للتأكيد على أن جهاز الجراحة بالمنظار متوقف عن العمل منذ 8 أشهر المنقضية، وه قد حول للجهة التي استقدمته قصد إعادة تشغيله، غير أن الأمر طال وطالت معه معاناة المرضى، فالجهاز أجرى قبل توقفه المفاجئ نحو 50 عملية جراحية وذلك منذ بداية العمل به شهر نوفمبر من سنة 2015، غير أنه وخلال الأشهر الثمانية الأخيرة، حول للجزائر العاصمة قصد صيانته وتشغيله من جديد، وتوقفه هذا أدى بالطاقم الطبي لتوقيف العلميات الجراحية التي تجرى على الحويصلة الصفراء وباتت 38 عملية جراحية معلقة حتى إشعار آخر.
كما ذكر الأطباء أن جهاز “الراديو” المخصص للكشف بالأشعة متوقف ولا يقدم خدمات، بالرغم من قيام الإدارة بإصلاح جزء منه وتحويله لجناح الاستعجالات الطبية الذي دشن مؤخرا من دون تجهيزات طبية. أما جهاز الكشف بالرنين المغناطيسي، فتبين بأن الطبيب المختص في تشغيله والذي كان يجري ما معدله 14 عملية فحص يوميا، دخل في عطلته السنوية بعد أن اجتاز فترة الخدمة المدنية بالمستشفى. و ذكر الأطباء أن الجهاز فيه عطب تقني فهو يلزمه طاقة كهربائية أكبر من الطاقة الحالية المخصصة له، وعرج الأطباء في حديثهم إلى افتقار المستشفى لصفائح دموية ببنك الدم، فكميات الدم التي يحتاج المرضى إليها يتم استقدامها من مستشفى محمد بوضياف، غير أن القانون يستوجب توفير زمر الدم للمرضى قبل إجراء العمليات الجراحية وليس بعد إجرائها.
و كشف بعض الأطباء في حديثهم بأن المجلس الطبي بالمستشفى، يحدد حاجيات مختلف مصالح المستشفى كل سنة، على غرار حاجيات السنة الماضية، غير أن الإدارة لم تجسد طلب المجلس الطبي ولم تستقدم الحاجيات التي يحتاجها المستشفى، والمتمثلة في عتاد طبي وحاجيات مختلفة، إضافة إلى أن عتاد مصلحة الأورام لم يستقدم هو الآخر منذ العام الماضي، بالرغم من رصد المبلغ المالي للعتاد،.
نشير إلى أن اتصالاتنا بمدير المستشفى حتى مساء أمس، تعذرت سعيا منا لمعرفة رأي الإدارة و ردها على انشغال الأطباء و المرضى، و كذا الإجراءات المتخذة من طرفها لتشغيل الأجهزة المعطلة.
أحمد ذيب
