كلف والي خنشلة، لجنة مكونة من ممثلين من هيئات مسؤولة، للمعاينة الميدانية الدقيقة للأضرار بالمنطقة الجنوبية في بلدية بابار، الناتجة عن التقلبات الجوية التي تشهدها الولاية الأيام الأخيرة وإعداد تقارير مفصلة للوالي ووزارة الفلاحة، تحسبا لاتخاذ الإجراءات المناسبة، حيث يشير الإحصاء الأولي، إلى تسجيل تضرر 128 فلاحا وخسائر جسيمة .
وكشف رئيس الغرفة الفلاحية، ياسين كنزاري، أمس، في تصريح خص به النصر، أن اللجنة مكونة من مدير المصالح الفلاحية ورئيس الغرفة الفلاحية ورئيس المجلس الشعبي البلدي لبابار وكذلك مدير تعاونية الحبوب والبقول الجافة والأمين الولائي للإتحاد العام للفلاحين وممثل الصندوق الجهوي للتعاون الفلاحي ومفتش أملاك الدولة، للعمل ميدانيا من أجل معاينة وحصر الأضرار وتقييم الخسائر الناتجة عن التقلبات الجوية المسجلة الأيام الأخيرة، بالمنطقة الجنوبية بولاية خنشلة، بمتابعة مباشرة من الوالي والتنسيق مع الأمين العام للولاية والجهات المعنية، بما فيها رئيس الغرفة الوطنية للفلاحة.
وأكد المسؤول، أن اللجنة تنقلت إلى كل المحيطات الفلاحية المتضررة، على غرار محيط التوام، بونقار، مراح ، رويجل، سيدي ناجي والميتة، والعملية متواصلة، ليتم إحصاء كل الحالات بشكل دقيق وإعداد تقارير مفصلة لوزارة الفلاحة ووالي الولاية، من أجل اتخاذ الإجراءات المناسبة، خاصة وأنه من بين أهم النقاط التي يرتكز عليها تقرير الغرفة الفلاحية المطالبة بتعويض صندوق الكوارث الطبيعية للتكفل بالمتضررين والتقليل من الأثر السلبي والعواقب الناتجة عن هذه التقلبات المناخية لخدمة القطاع الفلاحي.
وأوضح رئيس الغرفة الفلاحية، أن المعاينة الميدانية لأعضاء اللجنة، مكنت من الوقوف على تكبد خسائر جسيمة وتضرر شبه كلي لبعض المستثمرات الفلاحية والخاصة بإنتاج الخضر والفواكه، الحبوب والأعلاف وخاصة المسقية منها وغمر بعض الآبار الارتوازية وتلف بعض المسالك الفلاحية وكذا انهيارات لأعمدة كهربائية ذات التوتر العالي وفقدان لآليات وأنظمة السقي، ما أدى إلى شبه عزلة لفلاحي المنطقة، الأمر الذي تسبب في تضرر الكثير من الفلاحين، لاسيما أصحاب الزراعات المحمية المتواجدة عبر مختلف المحيطات، حيث أن الإحصاء الأولي للفلاحين المتضررين مكن من تسجيل 128 فلاحا، ليستمر الإحصاء الدقيق ليشمل كل المتضررين، خاصة وأن المنطقة الجنوبية تحتوي على 6 آلاف فلاح.
كما تم تسجيل أضرار كبيرة في المحاصيل الزراعية والخضروات، بما فيها الطماطم، الفلفل، البطيخ بنوعيه وأتلفت البيوت البلاستيكية كليا، خاصة بمحيط الرويجل وسيدي ناجي و7 محيطات أخرى أتلفت جزئيا، كما تضررت الحبوب من القمح اللين والصلب، الأمر الذي يؤثر على الإنتاج مع بداية موسم الحصاد، خاصة وأن المنطقة رائدة في الزراعات الإستراتيجية وحققت السنوات الماضية محصولا وفيرا وريادة في الإنتاج على المستوى الوطني .
وأصدرت مديرية توزيع الكهرباء والغاز بخنشلة، بيانا تحوز النصر على نسخة منه، أكدت من خلاله سقوط 11 عمودا كهربائيا ذو توتر متوسط 30 كف، بسبب الرياح القوية والأمطار الغزيرة التي شهدتها المنطقة الجنوبية ببلدية بابار، ما تسبب في انقطاع التموين بالكهرباء على مستوى 6 مناطق رئيسية وتم تسجيل مواقع متضررة تكون من هذه الأعمدة، منها محيط قصير التراب، واد لمحان، ترومة، بونقار، سيدي ناجي والعقلة، حيث أنه وفور وقوع الحادثة، تدخلت الفرق التقنية لمقاطعة استغلال ششار بصفة استعجالية، لعدم تفاقم الأوضاع والتقليل من الأضرار وإعادة تأهيل الشبكات وضمان استرجاع التموين بالكهرباء في أسرع وقت ممكن، حيث أن أشغال الصيانة متواصلة وكذلك العمل بالتنسيق مع مختلف المصالح المحلية لضمان عودة التيار الكهربائي تدريجيا إلى جميع المناطق المتضررة بالجهة الجنوبية للولاية.
وتأسفت مديرية توزيع الكهرباء والغاز في بيانها، لما خلقته هذه الأحوال الجوية من أضرار وطمأنت للفلاحين بأن الفرق مجندة ميدانيا وتبذل كل الجهود الممكنة لتقليص فترة الانقطاع وضمان سلامة الشبكة.
من جهتها، أفادت مديرية الحماية المدنية في خنشلة، باتخاذ إجراءات إثر التقلبات الجوية وتساقط كميات معتبرة من الأمطار على مستوى تراب الولاية، أهمها تنصيب خلية متابعة على مستوى مركز التنسيق العملي بالوحدة الرئيسية وخروج نجدات الحماية المدنية بخنشلة في دوريات استطلاعية إلى بعض الأودية والمناطق المهددة بخطر الفيضانات وارتفاع منسوب المياه، مع تجنيد أعوان الحماية المدنية للتدخل لامتصاص مياه الأمطار على مستوى بعض المناطق، إضافة إلى تنصيب جهاز أمني خاص على مستوى الطريق الوطني رقم 83 الرابط بين ششار وبسكرة وبالضبط واد جلال لتسهيل حركة السير وتقديم يد المساعدة نظرا لارتفاع منسوب المياه .
كلتوم رابية