منذ أن استلمت الشركة الوطنية للنظافة "ديفاندوس سوبت" مهمة تنظيف المدينة، قبل نحو عام، بدأ الوضع يتغير و يبعث على التفاؤل، بمستقبل بيئي و جودة الحياة بنحو 14 قطاعا حضريا، بينها الضاحية الشمالية، الأمير عبد القادر، التي تعد بمثابة البوابة الشرقية الرئيسية للمدينة.
و بعد أن كانت هذه الضاحية غارقة في النفايات و الحشائش البرية و الظلام، تغير وضعها اليوم، و صارت من أجمل القطاعات الحضرية بالمدينة التاريخية، التي تعمل بلا هوادة، لاستعادة مكانتها، عندما كانت أنظف و أنشط مدينة في الجزائر قبل 4 عقود. و قد انطلقت الشركة العمومية للنظافة، في عملها بالمدينة في شهر ماي 2024، بدأت ثمار الجهد الميداني المتواصل تظهر بوضوح على أهم المواقع، و أكثرها حركية على مدار الساعة، الضاحية الشمالية، حيث تلتقي كبرى الطرقات العابرة للمدينة و توجد كبرى المصانع، و الأقطاب السكنية و المنشآت الرياضية و التربوية، و الحدائق الشهيرة. منذ الساعات الأولى من صباح كل يوم، تنتشر فرق النظافة على نطاق واسع لجمع النفايات، تنظيف الطرقات و الأرصفة، و تقليم الأشجار و سقي أزهار الحدائق. و كان الأمر في البداية صعبا، لكن فرق العمل، المكلفة بالقطاعات الحضرية الكبرى، كانت مصرة على دحر النفايات، و تغير كل شيء في غضون أشهر قليلة، و تبدو الضاحية الشمالية اليوم في غاية الجمال، و بالكاد تعثر على نفايات وسط الطريق، أو في الساحات العامة، و بين نباتات الحدائق التي تغطي مساحة واسعة من الأمير عبد القادر، إحدى أجمل الضواحي بالمدينة..
و مع حلول فصل الربيع، و سقوط الأمطار الموسمية، بدأ الاخضرار يكتسح الضاحية، و يزيد من جمالها، بعد سنوات طويلة من التردي، الناجم عن العجز الذي تعاني منه فرق النظافة البلدية، و هو الوضع المقلق، الذي دفع بسلطات المدينة، إلى الاستنجاد بالشركة العمومية للنظافة، التي تشرف اليوم على 14 قطاعا حضريا بالمدينة.
و من جهة أخرى، تسابق الشركات الزمن لتعبيد الطرقات، و الأرصفة التي تعرضت للحفر على نطاق واسع، لتمرير قنوات المياه الجديدة، ضمن مشروع ضخم للقضاء على الهدر المائي، و تحسين الخدمات المقدمة للسكان.
و يرى سكان مدينة قالمة، التي تعيش فيها نحو 200 ألف نسمة، بأن الوضع آخذ في التغير نحو الأفضل في مجال النظافة، و المساحات الخضراء و الإنارة و خدمات المياه، بعد إطلاق عدة مشاريع هامة بينها تزيين المحيط، و تحسين إطار الحياة العامة.
فريد.غ