حجـز 10 قنـاطير من الفليــن كانت معــدة للتهــريب
أوقفت مصالح الأمن المختصة بالطارف ، نهاية الأسبوع، ثلاثة أشخاص متلبسين بسرقة الفلين بمنطقة بوقوس الحدودية ، حيث قدرت الكمية المحجوزة بحوالي 10قناطير، وقد تم خلال العملية مصادرة جرارين بمقطورتين وإحالة المخالفين على العدالة .
وذكرت مصادرنا ، أنه تم تسجيل تزايد لظاهرة سرقة الفلين في الآونة الأخيرة وتهريبه نحو البلد المجاور، بعد دخول هذه المادة قائمة المواد المهربة ، بعد أن كان يقتصر تهريب الثروات الغابية على أعمدة الكاليتوس، أشجار الزان والصنوبر الحلبي ،وهو ما دفع المصالح الغابية لتشكيل فرق متنقلة ميدانية وتفعيل نشاط أبراج المراقبة ونصب الكمائن لعصابات الفلين والخشب بالتنسيق مع المصالح الأمنية ، وهو ما أدى إلى توقيف عدة أشخاص أثبتت التحريات صلتهم بشبكات محورية مختصة في تهريب الخشب والفلين نحو تونس والأسواق السوداء بالولايات المجاورة.
فيما تم خلال هذه العملية، استرجاع كميات معتبرة من الفلين و أعمدة الكاليتوس، هذه الأخيرة التي يكثر عليها الطلب لقيمتها الإقتصادية و كذا لإستعمالها بكثرة في ورشات البناء العمومية و الخاصة.
و أبدت نفس المصالح، تخوفها من تراجع إنتاج جني الفلين هذه السنة بسبب موجة الحرائق ، التي مست عددا من البلديات الغابية خاصة بالمناطق الحدودية المنتجة لهذه الثروة ذات القيمة الاقتصادية و الاجتماعية،.
و تزايد عمليات السرقة أمام تزايد الطلب على الفلين المحلي من قبل الوحدات الخاصة بالبلد المجاور لجودته ، وهو ما جعله محل مقايضة بسلع تونسية أخرى ، في وقت يسجل فيه تزايد رقعة المساحة المنهوبة من الفلين بنسب معتبرة من غابات الفلين بنوعيه الذكري و الإنتاجي، خصوصا ببلديات حمام بني صالح ، بوحجار ، القالة ، الزيتونة ، الطارف بوقوس .
وكشفت مصالح الغابات في حصيلة أولية لحملة جني الفلين التي انطلقت، مؤخرا، عن تسجيل المصالح المعنية لجمع أزيد من 6 آلاف قنطار من الفلين و هي العملية التي أسندت لشركة صفا بابور المختصة في الأشغال الغابية، في وقت يبقى الهدف المسطر بلوغ إنتاج يناهز 22 ألف قنطار على مساحة تقارب 5 آلاف هكتار بزيادة 9 آلاف قنطار عن إنتاج العام الفارط الذي لم يتعد 13 ألف قنطار.
و حسب المصالح المعنية، فإنه ورغم التراجع الطفيف المسجل في الإنتاج، تبقى نوعية الفلين المحلي ذات جودة عالية ،وهو ما دفع بالمؤسسة المكلفة بعملية الجني، لتجنيد كل إمكانياتها من خلال تشغيل عاطلي المناطق الغابية لجني أكبر قدر من المساحات المنتجة للفلين، قبل أن تأتي عليها الحرائق، ما سمح بتوفير أزيد من 600منصب شغل موسمي لسكان الجوار والمناطق الغابية.
و تؤكد المصالح المعنية، على أن الفلين المحلي المعروف بجودته العالية يبقى الطلب عليه كبيرا من قبل الوحدات الصناعية التحويلية، لاستعماله في مختلف المجالات، في حين تنعدم بالولاية وحدات تحويلية كان من شأنها تطوير هذا المجال و تثمين هذه الثروة ذات القيمة الاقتصادية، حيث أنه و بالرغم من الحرائق التي تطال ثروة الفلين سنويا، إلا أن ولاية الطارف تبقى تتصدر أولى المراتب الأولى وطنيا في الإنتاج الذي يتراوح بين 19 ألف قنطار و 25 ألف قنطار ، وهذا بسبب توسيع المساحة المنتجة و تجديد المساحات التي طالتها الشيخوخة ، أين تم تسطير برنامج سنوي يهدف إلى غرس 200هكتار من الفلين للحفاظ على ديمومة الثروة لأهميتها الإيكولوجية و الاقتصادية.
وتضيف المصالح المعنية، أن إنتاج الفلين يبقى يتمركز بالأساس بغابات بوحجار ، الطارف ، القالة والذرعان ، حيث يبقى هذا النشاط يوفر مئات مناصب الشغل لسكان المناطق النائية والشريط الحدودي ، في الوقت الذي يبقى فيه إنتاج الفلين بالولاية يدر سنويا على الخزينة العمومية أكثر من 7ملايير سنتيم، منها 5ملايير سنتيم عائدات من الفلين الإنتاجي، ما يمثل نسبة 60بالمائة، و هذا بعد أن تم الشروع في عملية استغلال هذه الثروة، بعد دخولها الإنتاج للمرة الثانية على التوالي، في حين أن 40بالمائة المتبقية من المنتوج تخص الفلين الذكري الذي شرع في استغلاله في الإنتاج لأول مرة.
و تفيد ذات المصالح، بأن قدرات إنتاج الفلين بالولاية تبقى كبيرة، حيث تقدر مساحة غابات الفلين بحوالي 80 ألف هكتار، منها 3500هكتار منتجة من مجموع المساحة الغابية للولاية، التي تفوق 168 ألف هكتار، ما يساوي نسبة 59بالمائة من مساحة تراب الولاية، غير أن عملية استغلال و جني الفلين تبقى تعترضها كل سنة عدة عقبات، منها عزوف اليد العاملة على الجني، الحرائق العمدية و نقص المؤسسات المختصة في الجني، للحفاظ على ديمومة غابات الفلين لتفادي إلحاق الأضرار بها.
ما دفع إدارة الغابات لإسناد عملية جني محصول الفلين إلى المؤسسة الجهوية للهندسة الريفية"صفا بابور " بالقالة " ،لتبقى مشكلة التسويق العائق الذي يهدد محصول الفلين في غياب مؤسسات تحويلية و استثمارات في هذا الميدان، بالرغم من التحفيزات و التسهيلات التي وضعت أمام المستثمرين، بالنظر للأهمية الاقتصادية لثروة الفلين، التي من شأنها خلق الثروة و توفير مناصب الشغل.
نوري.ح