عنابة

حبــس الـمتهم بقتـــل شرطــي بـ"طـابونـة"
أودع المشتبه فيه بقتل الشرطي غضبان محمد ناصر( 49 سنة)  بالمدينة القديمة بلاص دارم، الحبس المؤقت، عن تهمة جناية القتل العمدي، بعد توقيف المتهم و التعرف على هويته بناء على تحريات معمقة قامت بها مصالح الضبطية القضائية، حيث تم إلقاء القبض عليه بوسط المدينة بعد عملية ملاحقة واسعة.
و استنادا لمصدر قضائي، فقد تم تقديم المشتبه فيه الرئيسي رفقة والده الذي أودع هو أيضا الحبس، عن تهمة إهانة هيئة نظامية أثناء تأدية مهامها و هذا خلال عملية توقيف ابنه المُلاحق من قبل مصالح الأمن، بسبب الاعتداء الذي تعرض له الشرطي و تسبب له في إصابة بليغة على مستوى الرأس، فارق على إثرها الحياة بقسم الإنعاش بمستشفى ابن رشد الجامعي.
ولدى مثول المشتبه فيه أمام عميد قضاة التحقيق بمحكمة عنابة الابتدائية، أنكر أن يكون لديه نية قتل الشرطي و اعتبر أن هروبه من الشرطة  كان خوفا من عملية التوقيف و خلال جلسة السماع، تركزت الاستجوابات حول ظروف عملية الاعتداء على الشرطي و الأشخاص الذين كانوا معه خلال عملية المطاردة.   
وقائع القضية تعود إلى بداية الأسبوع الماضي، عندما شنت عناصر الشرطة التابعة للأمن الحضري الأول بالمدينة القديمة، عملية مطاردة لتوقيف مجرمين و أثناء عملية الملاحقة فر المبحوث عنهم بين أزقة و عمارات الحي وصعد المشتبه فيه الرئيسي بقتل الشرطي إلى إحدى العمارات، و قام بقذف رجال الشرطة بأدوات حديدية حادة من الأعلى.
و قالت مصادرنا، بأن المقذوف عبارة عن « طابونة» أصابت الشرطي مباشرة على مستوى الرأس، مما تسبب له في جروح بليغة افقدته كمية كبيرة من الدماء، قبل أن يمكث يومين تحت العناية الطبية المركزة، غير أنه فارق الحياة متأثرا بإصابته.  
و استقبل العنابيون بكثير من الحزن و الاستياء، خبر مقتل الشرطي في تلك الظروف على يد المجرمين، حيث ألهبت الحادثة مواقع التواصل الاجتماعي، معبرين عن مواساتهم لعائلته ومطالبين بتسليط أقصى العقوبات على الفاعلين.       
و قد شيعت جنازة حافظ الشرطة غضبان محمد ناصر، يوم الأربعاء الماضي، في جو مهيب بمقبرة بوخضرة في بلدية البوني، حضرها المفتش الجهوي للشرق ممثلا للمدير العام للأمن الوطني و رئيس الأمن الولائي و إطارات الشرطة بالولاية، كما قاموا بتقديم واجب العزاء لعائلته بمسكنه في حي خرازة.
و قام والي عنابة توفيق مزهود، نهاية الأسبوع الماضي، بزيارة عائلة المرحوم غضبان محمد ناصر و هو أب لأربعة أطفال، بالمنزل العائلي بحي خرازة، مرفوقا برئيس أمن ولاية عنابة مراقب الشرطة عقون إبراهيم، مقدما واجب العزاء لوالد الشرطي الذي كان يحمل صورته، و بمناسبة اطلاع الوالي على الوضعية العائلية لفقيد الواجب الوطني و حسب مصادرنا قرر والي الولاية منح سكن اجتماعي للمرحوم، لتحسين ظروف عيش عائلته.   
حسين دريدح