سجلت أسعار الحوامض بعنابة، انخفاضا محسوسا هذا الموسم، ليصل سعر الكيلوغرام الواحد من المندرين و البرتقال ذات الجودة، إلى 100 دج بأسواق التجزئة و حتى المحلات التجارية.
و في الأيام الأخيرة، نزلت بعض الأنواع مع غزارة المحصول إلى 80 دج، في مؤشر إيجابي بالنسبة للمستهلك، لم تعرفه سوق هذا النوع من الفاكهة الأكثر طلبا في موسم الشتاء من قبل.
و لاحظت النصر في جولتها بعدة أسواق بمدينة عنابة، إنتاجا وافرا لمختلف أنواع الحمضيات، حيث اكتسحت جميع مساحات عرض الفواكه و بأسعار جد معقولة و بجودة عالية، جعلت المستهلك يقبل عليها أكثر، هروبا من أسعار باقي أنواع الفواكه التي تتراوح أسعارها ما بين 200 و 500 دج على غرار الموز و التفاح و كذا الدقلة. و في حديث للنصر مع عدد من المواطنين، عبروا عن اندهاشهم من الانخفاض الكبير لسعر الحمضيات التي لم تنزل حسبهم الموسم الماضي عن 150 دج للكيلوغرام بالنسبة للأنواع الجيدة و ذكر محدثونا أن الفوائد الغذائية للحمضيات ضد الزكام و الأمراض الفصلية، تجعلهم يقبلون عليها و يستهلكونها بكثرة مع انخفاض ثمنها.
وأكد تجار أن إنتاج الحمضيات هذا الموسم كان وفيرا مقارنة بالعام الماضي، ما أدى إلى خفض السعر و جعل أصحاب البساتين بولاية عنابة و الطارف، يسارعون إلى تنزيل السعر أكثر خوفا من كساد إنتاجهم سريع التلف، خاصة و أنه لا يتحمل التخزين لمدة طويلة.
و في سياق متصل، أكد مصدر بمديرية المصالح الفلاحة، على أن شعبة الحمضيات انتعشت بشكل كبير في الخمس سنوات الأخيرة، بعد إحياء هذا النشاط ضمن استراتيجية الدولة للنهوض بالقطاع، حيث تم غرس قرابة 800 هكتار منذ 2012، في إطار تجديد الأشجار التي تعود 60 بالمائة منها إلى العهد الاستعماري، دخلت في مرحلة الشيخوخة، مما أدى إلى تقلص حجم إنتاج هذه الفاكهة الموسمية في السنوات الماضية و أدت إلى ارتفاع سعرها في السوق. و حسب التوقعات، فإنه ينتظر إنتاج نحو 120 ألف قنطار من مختلف أنواع الحوامض برسم الموسم الفلاحي الجاري وحسب المؤشرات، يعد هذا الموسم من أفضل المواسم من حيث الإنتاج، مقارنة بمعدلات الإنتاج المسجلة في الخمس سنوات الأخيرة، حيث تراجع المردود وكذا المساحة المغروسة، نتيجة لتخلي بعض الفلاحين عن هذا النشاط وشيخوخة أشجار البرتقال و عدم تجديدها، مما أدى إلى قلة العرض و زيادة الطلب عليها، خاصة في فصل الشتاء كونها الفاكهة الأولى المفضلة لدى المستهلك لفوائدها الصحية المتعددة.
و جاءت إعادة بعث شعبة الحوامض بولاية عنابة، بعد مراجعة مخطط النجاعة الرامي إلى تأهيل الإنتاج و بعث مختلف أنواع المحاصيل الفلاحية، بدعم من الصندوق الوطني للاستثمار الفلاحي لتجديد أشجار الحوامض و توسيع المساحة المستغلة لإنتاج الحوامض بمختلف أنواعها، إضافة إلى تشجيع المستثمرين في النشاطات الفلاحية بمنطقة عنابة، على غرس و استغلال هذا النوع من الأشجار المثمرة، في إطار القوانين الجديدة التي أقرتها وزارة الفلاحة، في إطار الاستثمار بصيغة الشراكة بين أصحاب الأرض و المستثمرين أصحاب الأموال. و تتركز زراعة الحمضيات بولاية عنابة، على مستوى بلديات الحجار، عين الباردة، واد العنب، العلمة، الشرفة و التريعات و كذا برحال و المناطق الحدودية مع ولاية الطارف.
حسين دريدح