الغاز يبيد عائلة من خمسة أفراد بباتنة
اهتز، أمس، سكان شارع صادق شبشوب بحي كشيدة بالجهة الغربية لمدينة باتنة، على فاجعة وفاة عائلة من خمسة أفراد بسبب غاز أحادي أكسيد الكربون المنبعث من المدفأة، وقد خيَم أمس بالحي الشعبي كشيدة حزن وأسى كبيرين من طرف الجيران، فلم يتداول على الألسن سوى خبر هلاك عائلة بن دعاس المشكلة من الأب البالغ من العمر 32 سنة والأم الحامل في أشهر متقدمة وهي التي لم تتجاوز 26 سنة من العمر، وأطفالهما الثلاثة وسيم ذو الخمس سنوات، ولؤي ذو ثلاث سنوات وأصغرهم إياد الذي لم يتجاوز العامين.
اكتشاف الفاجعة عند العاشرة صباحا
و استيقظ سكان أحد أكبر الأحياء الشعبية بمدينة باتنة على خبر وفاة عائلة مشكلة من خمسة أفراد بينهم الأم الحامل بغاز أحادي أكسيد الكربون، ونظرا لهول الفاجعة فسرعان ما انتشر الخبر ليهرع المواطنون إلى مسكن الضحايا الكائن ليس ببعيد عن المحور الدوراني بقرب وحدة السوناكوم وليس ببعيد عن طريق الوزن الثقيل، وحسب روايات بعض الجيران لـ»النصر» فإن اكتشاف أمر الوفاة كان في حدود الساعة العاشرة صباحا.
وحسب ذات المصادر، فإن التفطن لأمر غياب أفراد العائلة خاصة الأب والأطفال عن الحي، كان من قبل أهلهم الذين اتصلوا هاتفيا بهم عديد المرات، ونظرا لعدم رد الأب والأم فقد دخلت الشكوك نفوسهم، ما جعلهم يتنقلون ويهرعون رفقة الجيران إلى مسكنهم ويقوموا بالولوج إليه بالقوة ليكتشفوا أمر الفاجعة.
و حسب مصدر بالحماية المدنية، فقد وجدوا كافة أفراد العائلة متوفين داخل غرفة واحدة بالطابق الأول للمسكن ليس ببعيد عن المدفأة المتواجدة بالرواق، ما يوحي لتجمع أفراد العائلة معا بالقرب من المدفأة للابتعاد عن قساوة البرد.
تسرب الغازات المحروقة من المدفئة سبب الكارثة
سادت حالة هدوء طبع عليه الحزن بشارع الصادق شبشوب وبحي كشيدة، في أعقاب هلاك العائلة المكونة من خمسة أفراد بسبب غاز أكسيد الكربون، وكان المشهد جد محزن عند إخراج جثامين الضحايا تباعا من طرف أعوان الحماية المدنية، بعد أن تجمع جمع غفير من المواطنين عند مدخل مسكن عائلة دعاس تحت وقع الصدمة حتى أن البعض خاصة الجيران راح يذرف الدموع وسط تعالي صيحات الله أكبر وعويل بعض النسوة.
وحسب ما كشفه مصدر بالحماية المدنية لـ»النصر»، فإن سبب الوفاة يرجع إلى استنشاق أفراد العائلة المتوفية للغازات المحروقة المنبعثة من المدفأة، في حين تبقى تحقيقات المصالح الأمنية متواصلة.
و ذكرت ذات المصادر، أن فرق للشرطة العلمية وكذا مصالح سونلغاز، شرعت في معاينة حالة المدفأة، وفي ذات السياق، أشارت ذات المصادر إلى أن المدفأة ومن خلال الملاحظة البسيطة، كانت تبدو بأنها موصولة بطريقة غير مؤمنة بسبب تشابك بعض القنوات.
وحسب مصادرنا، فإنه تمت ملاحظة وجود دلو بداخل الغرفة التي وجد بها الضحايا به آثار تقيؤ، ولوحظ بأن الغرفة المتواجدة بالطابق الأول، بها نافذتين كانتا مغلقتين وإحداها بها منفذ للتهوية ناتج عن كسر، وقال شهود عيان بأنه وفور تدخل أهل الضحايا وبمجرد فتح النوافذ لتخرج من الغرفة رائحة قوية للغازات المحترقة التي كانت حسب ذات الشهود يبدو أنها كانت قوية بداخل الغرفة ومحصورة.
الضحايا تم تحويلهم تباعا من طرف الحماية المدنية، التي سخرت ثلاث سيارات إسعاف وشاحنة إطفاء ومركبات أخرى وبحضور المدير الولائي للحماية المدنية، إلى جانب كل السلطات المحلية ممثلة في رئيس الدائرة ورئيس البلدية وأعضاء بالمجلس البلدي، وجاء في بيان للحماية المدنية، بأن الجثث تم تحويلها بعد إتمام الإجراءات بالتنسيق مع مصالح الأمن ووكيل الجمهورية. يـاسين/ع