يواجه ما يزيد عن 400 فلاح بمحيط الغوار بصحراء النمامشة على بعد 150 كلم جنوب مقر عاصمة الولاية خنشلة، جملة من المشاكل والصعوبات، في إنهاء موسم الحصاد والدرس، بسبب قلة وانعدام آلات الحصاد.
و هو ما قد يعرض حسب العشرات من الفلاحين، منتوج الحبوب إلى التلف، حيث أنهم يواجهون قساوة الطبيعة بإمكانات بدائية ووسائل تقليدية في عزلة تامة عن العالم، في ظل انعدام المسالك المحسنة وحرمانهم من أدنى المرافق والخدمات الضرورية لتأمين حياتهم والتكفل بأبسط متطلبات العلاج ، فيما لا يزال العشرات منهم يستغلون مولدات الكهرباء لتشغيل مضخات آبارهم التي تعمل بمادة المازوت التي تحولت إلى عملة صعبة نادرة يواجهون في سبيل الحصول على كميات قليلة منها مختلف المشاق والصعوبات .
الفلاحون والمزارعون في عرض هذا لمحيط المترامي الأطراف الذي تفوق مساحته 5 آلاف هكتار ويعمل فيه أزيد من 400 فلاح رفقة أبنائهم وعائلاتهم، يشكون بمرارة التماطل في إتمام مشروع ربطهم بالعالم الخارجي حولهم بالطرق المحسنة وإنجاز مدرسة تأوي أبناءهم الذين ألفوا هذه الطبيعة القاسية واستسلموا للأمية والجهل وانصرفوا مع آبائهم في شتى الأعمال المرتبطة بنشاطهم الفلاحي اليومي، بما فيها رعي قطعان الماشية والأبقار.
ومع بداية موسم الحصاد والدرس الذي انطلق نهاية الأسبوع ، أين يفترض استعداد السلطات الولائية وتخصيص كل الإمكانات المادية والبشرية لإنجاحه وتذليل الصعوبات التي أرقت الفلاحين ،تتحول الأمور في كل موسم إلى كابوس مرعب ،نظرا لحاجتهم الملحة مع بدء العملية للعدد الكافي من آلات الحصاد وتأمين الشاحنات لنقل أطنان القمح التي تظل مهملة، مما يجعلهم يلجأون إلى جلب هذه الآلات من ولايات سطيف ولمسيلة وباتنة وغيرها، فيما تظل عشرات الآلات التابعة لديوان الحبوب والبقول الجافة مخزنة بلا نشاط. بعض الفلاحين في هذه المنطقة، أوضحوا أن العديد من أشباه الفلاحين بينهم وبالتواطؤ مع الإدارات المحلية ذات الصلة، لا يزالون إلى اليوم يمارسون مختلف أنواع الاحتيال، حيث يلجأون إلى شراء القمح المستورد بأثمان مدعومة بكميات كبيرة ويخلطونها مع القليل من إنتاجهم المحلي، ثم يعيدون بيعها بأثمان باهظة بهامش ربح يفوق 2000 دينار للقنطار الواحد لدى مصالح ديوان الحبوب الأمر الذي يستوجب التحقيق الجدي ميدانيا لكشفهم وتخليص الفلاحين الحقيقيين من ممارساتهم المشبوهة. مدير المصالح الفلاحية، أوضح أن المشاكل التي تعترض الفلاحين في هذا المحيط على غرار باقي محيطات ولاية خنشلة جنوبا قد تم التكفل بها جزئيا أو كليا، فيما يجري العمل حثيثا بأمر من والي الولاية للإسراع في تجسيد كل المشاريع المرتبطة بتحسين ظروف نشاط الفلاحين بما فيها المسالك والربط بالكهرباء وباقي المرافق الضرورية، والسعي أيضا إلى تحسين الظروف المعيشية لمواطني هذه المناطق ، من خلال العديد من المشاريع التنموية الجوارية
المبرمجة.
ع بوهلاله