قام عشرات المحتجين بغلق الطريق الرئيسي ببلدية البوني بولاية عنابة، ليوميين متتاليين أمام مقر الدائرة، للمطالبة بالإسكان في حي سيدي سالم و أحياء أخرى، مما تسبب في اختناق مروري كبير و غلق المنافذ المؤدية إلى محيط البلدية و «الكور»، كما شل الاحتجاج النشاط التجاري بمدينة البوني.
حسب ما لاحظته النصر بعين المكان، فقد تدخلت مصالح الشرطة و الدرك لتسهيل حركة السير و منع أصحاب المركبات من التوجه إلى موقع الاحتجاج، فيما طالب المحتجون من السلطات المحلية، بالإسراع في ترحيل القاطنين بالمحتشد الاستعماري سيدي سالم و كذا أصحاب البيوت القصديرية، بعد أن شرعت مصالح البلدية في إحصاء السكنات الفوضوية بعدة أحياء.
و صرح محتجون، بأنهم أولى بالإسكان من الإحصاء الذي تقوم به مصالح البلدية، كون ملفاتهم قديمة و ينتظرون الترحيل منذ سنوات. هذا و قد رفض المحتجون فتح الطريق أمام حركة المركبات، رغم دخول ممثلين عن السلطات المحلية في مفاوضات معهم، رافضين إخلاء الطريق إلى غاية تلقي ضمانات بالترحيل.
و تعيش بلدية البوني في الأيام الأخيرة على صفيح ساخن، بسبب انطلاق عملية إحصاء السكنات الفوضوية الجديدة، ما جعل المحصيين في سنوات سابقة يخرجون للاحتجاج للمطالبة بأحقيتهم في الإسكان أولا، حيث تشهد ضواحي مدينة البوني في، الأيام الأخيرة، تناميا غير مسبوق لظاهرة تشييد البيوت القصديرية، فاقت التوقعات، تتزايد بشكل يومي، مستغلين فترة الحراك و انطلاق إحصاء السكنات القصديرية التي تقوم بها لجان تابعة لبلدية البوني.
و استنادا لمصادرنا، فإن التقديرات الأولية تشير إلى تشييد آلاف البيوت الفوضوية في الأسابيع الأخيرة و هو الرقم الذي لم تُحصيه البلدية منذ بداية الظاهرة في السنوات الأخيرة، خاصة بكل من أحياء جمعة حسين، الصرول، سيدي سالم، بوخضرة، بوزعرورة، خالد ابن الوليد، الشابية، أول ماي واد النيل، عين جبارة، بوشارب اسماعيل و غربي عيسى.
و حسب تصريح سكان قاطنين بحي الصرول للنصر، فقد تفاجؤوا بظهور حي بأكمله من البيوت القصديرية في ظرف أيام فقط، أغلبهم لا يقيمون في حي الصرول، قدموا من مناطق متفرقة على غرار أحياء شعبية بوسط المدينة و حتى من خارج ولاية عنابة.
و أضاف السكان بأنهم يجهلون هذا الإنزال الذي عرفه الحي في الأيام الأخيرة و الذي زاد من تدهور النسيج العمراني بتشويه المنظر العام، حيث أصبح الحي الفوضوي يأخذ اللون الأحمر نتيجة استخدام مادة الآجر الأحمر في البناء، كما يتخوف السكان حسب محدثينا، من تفاقم الوضع بانتشار الأوبئة و الآفات الاجتماعية من جراء الحي الفوضوي الجديد.
و أرجعت مصادرنا سبب الانتشار السريع للبيوت القصديرية في بلدية البوني لوحدها دون باقي البلديات، إلى إطلاق مصالح البلدية لعملية الإحصاء بكافة الأحياء، تمهيدا لدراسة ملفاتهم ضمن البرنامج الوطني للقضاء على السكن القصديري و الهش، للحصول بموجبها على سكنات اجتماعية و هو ما شجع طالبي السكن من بلديات أخرى على القدوم إلى البوني للاستفادة من الإحصاء الجاري.
و حسب مصادرنا، فإن هذا الإحصاء يشمل السكنات القصديرية القديمة و الحديثة، فبمجرد وصول اللجنة، تقوم بترقيم البيت الفوضوي و يسلم لصاحبه وصل الإحصاء لإدراجه في ملف السكن الاجتماعي.
كما صدمت اللجنة بوجود 4 أبواب في مسكن فوضوي واحد، يرغمونهم تحت التهديد من أجل الحصول على 4 أرقام للاستفادة من وصولات، لإعادة بيعها لأشخاص آخرين.
و وفقا لمصادرنا، فقد كانت عملية الإحصاء ببلدية البوني متوقفة في سنة 2010 و كانت تقتصر عملية إسكان أصحاب البيوت الفوضوية على القديمة منها و كذا المحتشدات الاستعمارية.
حسين دريدح
