تشهد، هذه الأيام، أزقة وشوارع مدينة أم البواقي، تسرب كميات معتبرة من المياه الشروب، والتي باتت تشكل بركا ومستنقعات في بعض المناطق، التي تضررت بها الطرقات، نتيجة لعدم تصليح التقنيين التابعين لشركة الجزائرية للمياه للخلل الذي لحق بالشبكات المتضررة، في مشهد خلف استياء للمواطنين الذين بينوا بأن المياه المتسربة كافية لإيجاد حلول لأزمة المياه التي تمس مناطق مختلفة عبر تراب الولاية.
الجولة الميدانية التي مررنا فيها بأزقة وشوارع في مناطق مختلفة، داخل مدينة أم البواقي، أبانت عن تضرر كبير لشبكة توزيع المياه، بفعل التسربات اليومية لكميات كبيرة من المياه الشروب، التي تذهب هدرا دون أن يتم استغلالها، وتحول طرقات حي بوعزيز السعدي أو حي السوق القديم، إلى ما يشبه البرك والمستنقعات مترامية الأطراف ، بفعل تسرب معتبر للمياه ، إضافة إلى تضرر شبكة التوزيع في مناطق مختلفة من حي الحرية بجوار العيادة متعددة الخدمات ، إلى جانب تسجيل تسرب كميات كبيرة من المياه في مناطق مختلفة بالمدينة، والتي تستدعي بحسب المواطنين الذين التقينا بهم تدخلا عاجلا من أجل وضع حد للاستنزاف الذي يطال الثروة المائية، دون أن يتم توجيهها لمستحقيها من المواطنين الذين يعانون نتيجة التذبذب الذي لا يزال حاصلا في التوزيع عبر بلديات مختلفة بالولاية.
وكانت شركة الجزائرية للمياه قد بينت بأن ظاهرة التسربات عبر مختلف مدن الولاية استفحلت في الفترة الأخيرة ، خاصة مع دخول سد أوركيس حيز الخدمة منذ صائفة العام الفارط ، وصارت تعرف انتشارا ملحوظا جدا ، واعتبرت الشركة بأن السبب الرئيسي وراء التسربات يرجع إلى قدم شبكة توزيع المياه الصالحة للشرب بهذه الولاية والتي تتجاوز 30 سنة في أغلب الأحيان ، وبينت الشركة بأنها وأمام هذا الوضع تعمل لتصليح الأعطاب وتداركها قدر المستطاع من جهة ، وكذا التنسيق مع مصالح مديرية الموارد المائية التي تبذل مجهودات مكثفة، للقضاء على النقاط السوداء من جهة ثانية، وأكدت الشركة بأنها وأمام هذا الوضع فهي تعتبر ضحية وليست المتسبب في استفحال الظاهرة ، كونها تأتي لتلقي أعباء أخرى على كاهل الشركة، من حيث خسارة كميات معتبرة من المياه الشروب وكذا نتيجة للميزانيات الإضافية التي ترصد لتصليحها ، وهو ما يعني في النهاية إنهاكا حقيقيا للمؤسسة.
أحمد ذيب