سخرت الشركة الصينية العالمية لهندسة الموانئ، ضمن مشروع إنجاز الميناء الفوسفاتي بعنابة، 7 بواخر لنقل الحجارة، ضمن حيز توسعة الميناء التجاري ووضعها على مستوى الحاجز (الأسد) لكسر أمواج البحر على طول 1400م، كما تبلغ حمولة باخرة نقل الحجارة، 150 طنا، كما تم استخدام باخرة متخصصة في الجرف، لتحقيق العمق المراد الوصول إليه، ما يسمح بدخول البواخر العملاقة.
وتلقى والي عنابة، عبد القادر جلاوي، أمس، لدى معاينة مشروع إنجاز الميناء الفوسفاتي، شروحات حول الأشغال التي تقوم بها الشركة الصينية، التي دخلت مرحلة انجاز الحاجز الرئيسي الذي يتولى كسر الأمواج، على بعد 2.2 كلم من الشاطئ، حيث انطلقت الأشغال به بتاريخ 12 مارس 2025.
وتولي البواخر المسخرة نقل الحجارة التي يصل وزنها إلى 500 كلغ، تعمل على تسريع وتيرة الإنجاز وعدم الاعتماد على تقنية ردم الأتربة فقط من أجل الوصول إلى المسافة التي تسمح بوضع أحجار الرص والكتل الخرسانية على طول امتداد كاسر الأمواج.
وتكفلت الشركة الصينية بالأشغال المعقدة والضخمة التي تتطلب استخدام عتاد متخصص تم جلبه من الصين، بنسبة استحواذ على الأشغال تتجاوز 70 بالمائة، تساعدها المؤسستان الوطنيتان كوسيدار للأشغال العمومية والشركة الوطنية المتوسطية للأشغال البحرية، مهمتهما تهيئة الأرضية وإنتاج الكتل الخرسانية وتوفير مواد الإنجاز وكذا المتابعة والدراسات، حيث يمتلك هذا التجمع لشركات الإنجاز، المؤهلات والخبرة اللازمة في ميدان الأشغال البحرية وهو يحوز على خبرة دولية واسعة، من خلال إنجازه لمشاريع مينائية كبرى، بهدف استكمال أشغال توسعة الميناء والرصيف المنجمي في آجال 24 شهرا، للوصول إلى توسعة الميناء التجاري على مساحة 82 هكتارا.
وعملت كل من شركة كوسيدار والمتوسطية للأشغال البحرية منذ انطلاقة المشروع، على تهيئة الأرضية وغمر الحوض المائي الأول للبحر بأحجار الرص والحصى ومد الرصيف مسافة معتبرة داخل البحر، بالإضافة إلى إنتاج الكتل الخرسانية وكذا تهيئة مواقع وضعها على طول الرصيف. كما تعرف أشغال الحفر بأعماق البحر تقدما، لإنجاز كاسرتي الأمواج على مساحة 700 ألف متر مربع ومليون ومئة ألف متر مربع.
ووفقا للمعاينة الميدانية للمشروع، فقد زادت وتيرة الأشغال مع شروع المحطة الخرسانية في إنتاج الكتل الإسمنتية المسلحة، بالإضافة إلى وصول كميات كبيرة يوميا من الحصى والأحجار الكبيرة والتي سمحت بإنجاز حاجز مائي ومنصة مسطحة إسمنتية وشق وتثبيت الرصيف على طول 1600 متر وبعمق 18 مترا، حيث يتوقع إنهاء الأشغال قبل الآجال المحددة.
وسمح التنسيق بين مختلف المصالح، استنادا لمدير إنجاز الرصيف المنجمي، بتسهيل وزيادة حجم تدفق الحصى والرمل إلى موقع الإنجاز بالكمية المطلوبة، مع ارتفاع نسق الإنجاز وزيادة الاحتياجات، كما تم إيجاد حلول للتخلص من الكميات الإضافية من المواد المستخرجة غير الصالحة لإعادة الاستعمال، منها الطين والأوحال، من جهته أعطى، جلاوي، تعليمات لمضاعفة المجهودات وفرق العمل، من أجل إتمام الأشغال المتبقية للمشروع في الآجال المحددة.
وحسب مسؤولي الانجاز، فقد تم تخطي جميع العراقيل وتم الانتقال إلى مرحلة التنفيذ الفعلي وبوتيرة عالية، بعد استكمال الدراسات المتبقية والمتعلقة بتثبيت التربة لتوفير الاستقرار الدائم للهياكل والمنشآت الثقيلة.
ووفقا لمدير المشروع، فإن تسارع الإنجاز مرتبط بوصول كميات هامة من الحصى من المحاجر، حيث تبلغ احتياجات مشروع توسعة الميناء الفوسفاتي، 20 مليون طن من الحصى، تعمل نحو 400 شاحنة على نقل وتفريغه في موقع الإنجاز، قادمة من أربع محاجر متواجدة بكل من ولايات (عنابة، الطارف، قالمة وسكيكدة)، حيث يتم التعامل معها حتى لا تتسبب في عرقلة السير وتجنب مرورها على المدخل الشرقي للمدينة والمدخل الرئيسي للميناء التجاري.
ووفقا لذات المصدر، فإن مشروع توسعة ميناء عنابة يجري على 3 مراحل، الأولى تتعلق بإنجاز الرصيف الفوسفاتي والثانية إنجاز رصيف البضائع العامة والحاويات، حيث ستمكن ازدواجية الخط المنجمي من تبسة إلى عنابة، من ربط المناطق الصناعية بالميناء، لتسهيل عملية التصدير ووصول البضائع المعدة للتصدير عبر السكة الحديدية مباشرة إلى الرصيف والمرحلة الثالثة تخص إنجاز مصنع لتحويل الفوسفات على الرصيف المنجمي.
وسيسمح هذا المشروع الهام لتوسعة الميناء والمرتبط بالخط المنجمي عنابة بلاد الحدبة في تبسة، بتصدير 7 ملايين طن من المواد الفوسفاتية ومواد أخرى بعد التحويل، بدل تصدير نحو 20 مليون طن من المواد المنجمية خام .
حسين دريدح
