• محاولة حفر قبور جديدة لنقل الرفات
فتحت مصالح الشرطة بعنابة، أمس تحقيقا مع صاحب ترقية عقارية تسبب في تعرية و انهيار أكثر من 70 قبرا بمقبرة «فالماسكورت» في حي واد القبة بالواجهة البحرية، بسبب الحفريات و تهيئة أرضية انجاز مشروع سكني ملاصق للمقبرة.
واستيقظ سكان حي فالماسكورت، صبيحة أمس، على وقع كارثة حسب تعبير المواطنين الذين التقت بهم النصر وحسب المعاينة الميدانية لأشغال الحفريات، فقد انهارت الأتربة لتتحرك معها عشرات القبور من مكانها، بعد أن وصلت الآليات بالقرب منها في إطار الأشغال الجارية منذ أسابيع بين خزان المياه و المقبرة، حيث كانت الصور صادمة لدى التنقل إلى المقبرة و كانت الهياكل العظمية في العراء و انكسرت الكتل الإسمنتية.
وسارع سكان الحي و عائلات الموتى لإبلاغ الشرطة و مصالح البلدية بالأمر و لخطورة الموضوع، تنقل والي الولاية توفيق مزهود، إلى عين المكان وأمر بالتوقيف الفوري للأشغال و فتح تحقيق في الوقائع و استدعاء صاحب الترقية العقارية و تحديد المسؤوليات في منح رخصة البناء.
وكان والي عنابة مرفوقا في زيارته للمقبرة بعناصر الشرطة و الحماية المدنية، التي تكفلت بإخراج رفات الموتى لإعادة دفنهم بالجهة المقبلة بعيدا عن الحفريات وكان السكان وأهالي الموتى، قد سبقوهم بحفر قبور جديدة لنقل رفات الموتى.
و حسب تصريح سكان للنصر، الحفريات تواصلت لساعات متأخرة من الليل و بعد انهيار القبور، سارع المرقي مع عمال بالورشة إلى حفر قبور جديدة ليلا لإعادة دفن رفات الموتى، حسب ما بينته حفريات بالمقبرة، اكتشفها السكان صباحا.
و أكد ممثل عن السكان، على أن صاحب الترقية العقارية غير موجود بالورشة و مختفي عن الأنظار إلى حد الساعة و لم يتواصل مع أهالي الموتى، أو يقدم اعتذارا، مطالبين بإحالة الملف على العدالة و سحب منه رخصة البناء ومعاقبته جزائيا.
و وفقا لمصادرنا، فقد حذر السكان المشرفون على الحفريات من إمكانية الانهيار الذي سيقع في حال تواصل الأشغال بنفس الوتيرة، كون ارتفاع جدار السند كان كبيرا و طبيعة الأرضية صعبة تتميز بالانزلاق.
و وفقا لمهندس في البناء في تصريح للنصر، أكد على وجود تجاوزات في منح رخصة البناء، منها وجود خزان مائي كبير لتمويل سكان المنطقة السفلى بالمياه، يحمل تهديدا على البنايات الموجودة بمحيطه، خاصة و أنه توجد فيه مشاكل تقنية من خلال تسرب الماء، ما يؤدي لانزلاق الأتربة، إلى جانب خطر الانهيارات شتاء كون المنطقة لها خصوصية، بالإضافة إلى عدم احترام المرقي للمسافة القانونية للحفر، كون سياج المقبرة كان ملاصقا لموقع الحفر و كذا غياب الشبكات الرئيسية لصرف مياه الأمطار.
و يرجع المختصون الانهيارات المتتالية بأعلى الواجهة البحرية، إلى الانتهاك الصارخ لقوانين التعمير، التي خلفت خسائر في الطرق الرئيسية و عزل السكان كما يحصل بحي سيدي عيسى.
للإشارة، فإن مقبرة «فالماسكورت» عبارة عن مقبرة عائلية، تبرعت إحدى العائلات بأرضيتها، تستغلها العائلات التي تعود أصولها لمناطق القل و القبائل، كونها تقيم بالمنطقة منذ عشرات السنين، باعتبارهم السكان القدامى للمنطقة، تنقلوا برا عبر الواجهة البحرية للنشاط في استغلال مادة الفلين و استوطنوا بأعالي سيرايدي و سيدي عيسى منذ قرون و قاموا بتأسيس مناطق خاصة بهم من بينها المقبرة المذكورة.
حسين دريدح