أكد وزير الرياضة وليد صادي التزام الدولة بجعل ولاية قسنطينة قطبا رياضيا بامتياز، لاحتضان المنافسات الوطنية والقارية والدولية، في ظل المرافق الموجودة، وأبرزها مركب الشهيد حملاوي، والقطب الرياضي عبد الحميد دعماش، الذي وصفه بالجوهرة الحقيقية التي يفتخر بها كل جزائري، كما لم يتوان المسؤول الأول على القطاع في الإشارة إلى ضرورة تشييد ملاعب إضافية، للسماح للأندية بالتطور أكثر ويتسنى لها التواجد ضمن مصاف الكبار.
واستغل صادي الزيارة الميدانية التي قادته إلى قسنطينة أمس، من أجل تمرير عديد الرسائل القوية، والتي تؤكد التوجه والسياسة المعتمدة من طرف الدولة، من خلال التركيز على الطاقات الشبانية والإصرار على رقمنة مختلف القطاعات، وتشجيع المستثمرين الخواص في مختلف المجالات، ناهيك عن العناية بالأطفال والتركيز على التكوين في شتى الاختصاصات، فضلا عن بعث مختلف الفروع الرياضة والرياضة المدرسية، خاصة وأن الجزائر مقبلة على احتضان الألعاب الإفريقية للرياضة المدرسية، وبالمناسبة فقد أكد المسؤول الأول على قطاع الرياضة جاهزية الجزائر لاحتضان هذه التظاهرة.
مقترح بتشييد ملاعب «البادل»
واستهل وزير الرياضة زيارته الميدانية إلى منشآت قطاعه بمدينة قسنطينة، بتفقد مركب الترفيه الرياضي والعائلي بحي بوالصوف، والذي أعجب به كثيرا، أين شدد على ضرورة التنسيق مع مديرية البيئة لضمان نظافة المكان، إلى جانب رابطة الرياضة والعمل، مع الحث على إنهاء المشروع في أقرب وقت ممكن، على اعتبار أن المرفق الحيوي معني باحتضان الألعاب الإفريقية للرياضة المدرسية.
وأكد مدير الشباب والرياضة لولاية قسنطينة لحسن لعجاج، أن المشروع الذي خصص له غلاف مالي يقدر 14.4 مليار سنتيم، سيكون جاهزا يوم الفاتح جوان المقبل.
يحدث هذا، في الوقت الذي اقترح تخصيص مكان لتجهيز ملاعب البادل لتكون مدينة قسنطينة رائدة مثلما حدث مع مضمار الدراجات «بي أم أكس» الموجود في المرفق الحيوي ببوالصوف.
صادي وفي تصريح على هامش الزيارة شدد على ضرورة الحرص على مجانية استغلال الفضاء، كما اقترح توفير شاشات عملاقة لمتابعة مباريات المنتخب الوطني في فصل الصيف، وذلك لخلق أجواء عائلية مثالية.
حث الشباب على التوجه نحو الرياضات القتالية
كانت دائرة عين سمارة ثاني محطة في زيارة وزير الرياضة، خصصت من أجل تفقد مشروع إعادة تهيئة القاعة المتعددة الرياضات، والتي أكد وزير الرياضة على ضرورة إتمام الأشغال بها في أسرع وقت ممكن، تحسبا لزيارة وشيكة للجنة تنظيم الألعاب الإفريقية، على اعتبار أن القاعة معنية باحتضان منافسة تنس الطاولة.
وانتهز صادي فرصة التواجد على مستوى القاعة المخصصة لرياضة «كيك بوكسينغ»، من أجل التأكيد على ضرورة القيام بالحملات التحسيسية من طرف كل أطياف المجتمع المدني، وذلك للتشجيع على ممارسة الرياضات القتالية، خاصة وأن اختصاص «كيك بوكسينغ « أصبح يستقطب فئة كبيرة من الشباب، حيث قال المسؤول على القطاع في هذا الصدد:» يجب القيام بعمليات تحسيس لتحفيز الشباب على التوجه نحو الرياضات القتالية، وعلينا استغلال الضغط الإيجابي لمحاربة الإدمان على المخدرات وهو توجهنا».
زمن غلق القاعات الرياضية في العطل ولى
ووجه وزير الرياضة رسالة إلى مدراء القاعات الرياضية، عندما قال إنه من الآن فصاعدا لن يسمح بغلق المنشآت الرياضية خلال فترة العطل:» زمن غلق القاعات والمنشآت الرياضية في العطل الصيفية ولى وسنوفد لجان تفتيش لمختلف المرافق في جميع الولايات».
وأضاف صادي في تصريح على هامش تفقده مشروع إعادة تهيئة القاعة متعددة الرياضات بعين سمارة:»الدولة الجزائرية تصرف الأموال لتشييد المنشآت والمرافق الرياضية، من أجل الاستفادة منها ولا يجب غلقها بمجرد نهاية المنافسات الدولية بل من الضروري وضعها تحت تصرف الأندية الهاوية والجمعيات الرياضية وحتى لجان الأحياء».
إطلاق مسابقة وطنية للتحدي ضد السمنة لدى الأطفال
أعلن وزير الرياضة وليد صادي عن إطلاق مسابقة وطنية للتحدي ضد السمنة لدى الأطفال ويحتضنها المركب الرياضي المتواجد بمنطقة عين سمارة (بيشة)، عندما قال:» سنطلق مسابقة وطنية للتحدي ضد السمنة لدى الأطفال، وذلك من خلال اختيار 20 تلميذا ونخضعهم لبرنامج خاص تحت إشراف الطاقم التدريبي للمركب (بيشة)، ونرى بعد فترة معينة النتائج».
وأضاف الوزير في تصريحاته على هامش زيارته المركب الرياضي (بيشة):» علينا التفكير في صحة أطفالنا، وتفادي الأكل غير الصحي، ولما لا القضاء على ظاهرة السمنة لدى التلاميذ والتقليل من تناول الوجبات السريعة، إلى جانب تعويد التلاميذ على ممارسة الرياضة».
من جهة أخرى، طلب صادي من صاحب المركب الرياضي الخاص تجهيز الفندق تحسبا لإمكانية احتضان تربصات الأندية، كما لم يستبعد الوزير إمكانية التعاقد مع المركب مستقبلا لإقامة تربصات المنتخب الوطني في مختلف الاختصاصات.
التأكيد على ضرورة تشييد ملاعب إضافية
اعترف وزير الرياضة بالنقائص الموجودة على مستوى ملاعب كرة القدم في مدينة قسنطينة، وذلك عندما قام بزيارة ميدانية إلى بعض المنشآت الموجودة قيد الإنجاز، بداية بملعب ألفي مقعد بالمدينة الجديدة علي منجلي، والذي طالب بضرورة البحث عن كيفية الإسراع في إنجازه، بعد تخصيص غلاف مالي يقدر ب 53 مليارا، مع العلم أن مدة الإنجاز المتفق عليها هي 25 شهرا.
كما توجه صادي في المحطة الموالية لمعاينة مشروع إنجاز ملعب 3 آلاف مقعد بالمدينة الجديدة علي منجلي، والذي يعرف تأخرا كبيرا في الإنجاز، على اعتبار أن المشروع يعود إلى سنة 2011، قبل أن تقوم السلطات الولائية بفسخ عقد مكتب الدراسات والمقاول (المكلفان بإنجاز المشروع في البداية)، واللجوء إلى اختيارات أخرى، وهو القرار الذي ثمنه وزير الرياضة، عندما قال:» أحيي الوالي على القرار الصائب و الذي جنب تجميد مشروع إنجاز ملعب 3 آلاف مقعد بالمدينة الجديدة علي منجلي وكذلك تفادي خسائر إضافية للخزينة العمومية».
وأضاف:»من المفروض مثل هكذا قرارات شجاعة وجريئة وجب تشجيعها و تعميمها في كامل التراب الوطني «.
ولم يتوقف صادي عند هذا الحد، بل قال أيضا:»المدينة الجديدة علي منجلي صاحبة أكبر كثافة سكانية في قسنطينة ووجب منحها الأولوية في تشييد المنشآت والمرافق الرياضية وتشجيع المستثمرين الخواص على العمل في هذا المجال».
وختم الوزير زيارته إلى المدينة الجديدة بتفقد القاعة متعددة الرياضات بعلي منجلي -الوحدة الجوارية 5- المعنية باحتضان الألعاب الإفريفية للرياضة المدرسية، والتي بلغت نسبة الأشغال على مستوى الحصة الأولى 95 بالمئة، في انتظار الانتقال إلى الحصة الثانية بداية من يوم السبت.
جدير بالذكر، أن صادي لم يعجب بالألوان المعتمدة في القاعة، وطلب بإعادة النظر في الموضوع مع ضرورة التشاور مع أهل الاختصاص، لأن الجانب الجمالي والتراثي مهم في مثل هكذا مشاريع.
تفعيل الثانوية الرياضية بداية من الموسم القادم
كشف وزير الرياضة عن تفعيل الثانوية الرياضية على مستوى القطب الرياضي عبد الحميد دعماش بداية من الموسم المقبل، وهي الثانية من نوعها على المستوى الوطني، بعد الثانوية الرياضية الموجودة على مستوى الدرارية، وذلك لتسهيل المهمة بالنسبة للرياضيين الذين يقطنون في شرق البلاد.
وقال صادي في تصريحاته لدى قيامه بعملية تفقد للقطب الرياضي عبد الحميد دعماش:» في البداية نبارك لكل ساكنة قسنطينة والجزائر ككل بهذا القطب الرياضي الذي يعتبر جوهرة حقيقية، والذي سنفعل على مستواه الثانوية الرياضية بداية من الموسم المقبل، لتكون ثاني ثانوية رياضية في الجزائر بعد ثانوية درارية».
كما أكد إسناد مهمة تسيير القطب الرياضي الذي كانت تكلفة تشييده 160 مليارا إلى مؤسسة عمومية اقتصادية، وقال:» تشييد الممتلكات صعب ولكن التسيير والمحافظة عليها أصعب، وعليه سنوكل مهمة تسيير القطب الرياضي لمؤسسة عمومية اقتصادية وكل هذا بمرافقة والي قسنطينة».
و استمع الوزير على هامش زيارته للقطب الرياضي إلى مشروع منصة رقمية خاصة بتذاكر المباريات على مستوى ملعب الشهيد حملاوي، ستسهل عملية الاقتناء لدى الأنصار، ناهيك عن مشروع آخر يخص منصة رقمية لتخزين الإحصاءات المتعلقة بالقطاع، وذلك بناء على طلب من وزير الرياضة، حيث أبدى الوزير تحفظه على بعض النقاط، وطالب بتحسينها، سيما المتعلقة بالتذاكر الإلكترونية، عندما اقترح ترقيم التذاكر ليكون ملعب الشهيد حملاوي سباقا للعملية على المستوى الوطني.
وفي السياق ذاته، أكد صادي على ضرورة تفعيل بطاقات إلكترونية لرياضيي النخبة، وذلك للسماح لهم بالولوج إلى المنشآت التابعة للقطاع دون الحاجة إلى وساطات، قبل أن يلتقي الوزير بالجمعيات الرياضية التابعة للولاية إلى جانب مختلف ممثلي الرابطات الرياضية، ومن بينهم ذوو الاحتياجات الخاصة، الذي أكد العمل على توفير متطلباتهم واقترح عقد الاجتماعات عن بعد(تقنية الزووم) لتجنيبهم مشقة التنقل إلى الجزائر العاصمة.
وختم الوزير زيارته بالقطب الرياضي بحضور عملية انتقاء المواهب الشابة، تحسبا لإنشاء أكاديمية النادي الرياضي القسنطيني التي سيشرف عليها عضو الطاقم الفني الأسبق للمنتخب الوطني زهير جلول. حمزة.س
