قامت السلطات المحلية لولاية عنابة، أول أمس، بعملية واسعة لتجميع وترحيل النازحين القادمين من دول الساحل وكذا سوريا، الذين يمتهنون التسوّل بشوارع وسط المدينة، في إطار التكفل بهم تمهيدا لنلقهم إلى مراكز العبور الجهوية وأخرى على مستوى الجزائر العاصمة والجنوب، ليرحلون بعدها إلى بلدانهم الأصلية كالنيجر ومالي، فيما سينقل الرعايا السوريون، عبر الرحلات الجوية وذلك تطبيقا لمراسلة وزارة الداخلية والجماعات المحلية لولاة الجمهورية.
عملية الجمع قامت بها المصالح الأمنية بالتنسيق مع الهلال الأحمر والحماية المدنية التي تدخلت مرفقة بسيارات الإسعاف في حدود منتصف النهار، من أجل الإجراءات المتعلقة بترحیل الرعایا الأفارقة و السوريين غیر الشرعیین، حيث تم تحويل 26 رعية من دولة النیجر و 11 من سوريا، إلى مركز الجمع بمقر شركة الخشب سابقا بطريق البوني، حيث كانوا يقيمون بأماكن متفرقة منها أسفل الجسور و يقصدون يوميا شوارع وسط المدينة و الطرقات السريعة للتسول، كما يفضلون البقاء بعنابة و يرفضون ترحيلهم لركوب قوارب الهجرة السرية.
و تشير مصادرنا، إلى أن النازحين من دول الساحل، يفرون من مراكز الإيواء التي تخصصها الدولة لهم و التي تكون تحت مراقبة الأطباء و يتم التكفل بهم بتقديم الوجبات الساخنة و الأغطية و جميع المساعدات لهم، غير أنهم يفضلون التسول و المبيت تحت الجسور، بدل التقرب من الجمعيات والتنظيمات الخيرية للتكفل بهم، على غرار الهلال الأحمر الجزائري.
و رغم عديد المساعدات و الحلول التي تقدمها السلطات المحلية بتعليمات من الحكومة، لتوفير الظروف الإنسانية الملائمة لاستضافة هؤلاء اللاجئين، غير أنهم يرفضون البقاء في مراكز الإيواء، على غرار ما حدث قبل نحو 3 سنوات بعنابة، حينما قاموا بكسر البوابة الرئيسية لمصنع الخشب المغلق بطريق البوني والذي حُول إلى مركز للتجميع و الإيواء، احتجاجا على طول مدة مكوثهم بالمركز، بهدف الضغط على المصالح المعنية للسماح لهم بالتسول.
و قد أحصت المصالح المعنية من بدابة العام الجاري، جمع أزيد من 380 رعية بينهم أطفال قصر و رضع، تم ترحيلهم على متن حافلات، بمرافقة أطباء و مسعفين إلى غاية الحدود الجنوبية للبلاد، حيث تُكلف عملية النقل و الرعاية الصحية و تقديم مختلف المساعدات، أموالا كبيرة تنفقها الدولة على الرعايا النازحين من دول الساحل في إطار عملها الإنساني.
و أرجعت مصادرنا ارتفاع تردد النازحين السوريين وغيرهم الأفارقة على عنابة في الأسابيع الأخيرة، على خلفية عودة موسم الحرقة و تحسن أحوال الطقس صيفا ، حيث يقصد النازحون الولاية، كونها ممرا معروفا بالهجرة السرية نحو أوروبا، اعتمادا على عصابات تهريب البشر.
حسين دريدح