شهدت ولاية باتنة في اليومين الماضيين، جملة من الاحتجاجات في أعقاب انقطاعات متكررة للكهرباء دفعت بالمواطنين إلى غلق طرقات و مقار بلديات، تعبيرا عن استيائهم من عودة ظاهرة الانقطاعات تزامنا وارتفاع درجة الحرارة.
و قام مساء أول أمس مواطنون ببلدية المعذر بغلق الطريق الذي يربطهم ببلدية جرمة، احتجاجا على الانقطاعات المتكررة للكهرباء، ونقل المحتجون غضبهم إلى وكالة سونلغاز أين أكدوا على ضرورة ضمان تزويدهم بالطاقة الكهربائية في ظل حاجتهم الماسة لها خلال فصل الصيف، إذ لم يفتحوا الطريق إلا بعد تدخل رئيس الدائرة الذي استمع لانشغالاتهم، كما طرحوا أيضا مطلب إنجاز مدرسة نظرا للاكتظاظ الذي باتت تعرفه حسبهم، الابتدائية الواقعة بمخرج المدينة. وأبدى السكان تخوفهم من تبعات الانقطاع على الأجهزة الكهرومنزلية، وكان ذات الانشغال قد طرحه سكان بلدية فسديس الذين احتجوا أيضا مطلع الأسبوع بغلق الطريق الوطني 3، و بات مشكل الانقطاعات المتكررة للكهرباء مصدر قلق للمواطنين، حيث يشتكي منها أيضا سكان عاصمة الولاية و ترجعتها مصالح مديرية توزيع الكهرباء والغاز إلى ارتفاع استهلاك الطاقة خاصة في أوقات الذروة. كما أغلق قاطنو مشتة رأس لمسيل ببلدية أولاد سلام شمال الولاية، مقر البلدية للمطالبة بتوفير الكهرباء الفلاحية والمياه والربط بالغاز، و هو مطلب أكدوا بأنهم رفعوه منذ سنوات وظلت حسبهم، محل وعود، وقد وجهوا الاتهامات للمجلس البلدي الذي طالبوا برحيله محملين كافة أعضائه المنتخبين المسؤولية.
وببلدية بوزينة بأقصى الجهة الجنوب شرقية من ولاية باتنة، احتج أيضا مواطنون بغلق أبواب البلدية مطالبين بإنجاز وحدة للحماية المدنية، وكان السكان قد احتجوا في أعقاب نشوب حريق مسكن في الطابق الثاني لعمارة بمنطقة أورير تعود ملكيته لإمام، حيث أتى على مستلزمات وأثاث المنزل دون تسجيل خسائر بشرية، واعتبر المحتجون أن بُعد المسافة عن وحدة التدخل الواقعة بمنعة، يحول دون التدخل السريع في الوقت المناسب. من جهة أخرى، طالب أمس، عدد من شباب بلدية سقانة بتوفير مناصب الشغل بالمنطقة ومحاربة البطالة، حيث يعيشون يؤكدون أنهم يعيشون وضعية اجتماعية مزرية خاصة بالنسبة لخريجي الجامعات، الذين لا يجدون وظائف شاغرة ويلجأ بعضهم إلى السفر خارج البلدية بحثا عن فرص العمل. و قد احتج السكان أمام مقري البلدية والدائرة، حيث قاموا بغلقهما والاعتصام هناك منذ الصباح، و إلى غاية منتصف النهار، أين اجتمع عدد منهم بمسؤولين محليين وبحضور أمني، و قاموا بطرح انشغالاتهم.
وحسب مصادرنا فإن الشباب طالبوا أيضا بضرورة توفير الكهرباء ومياه الشرب التي تنعدم في كثير من الأحياء بالمنطقة، إلى جانب تحسين مستوى الخدمات الصحية المقدمة بالعيادة متعددة الخدمات، و افتتاح مقر الأمن الذي بقي هيكلا دون روح منذ سنوات.
و أوضحت مصادرنا بأن السلطات المحلية قدمت وعودا بحل جميع المشاكل المطروحة وتلبية مطالب الشباب، خاصة ما تعلق بتحسين الخدمات الصحية وكذا توفير الكهرباء، أما بخصوص مقر الأمن فأكدت أنه بحاجة إلى أشغال الصيانة، فيما يبقى موعد افتتاحه من صلاحية الجهات الوصية.
يـاسين عبوبو/ ب.بلال