انتشرت في الآونة الأخيرة بمدينة الحروش بولاية سكيكدة، أسواق فوضوية بجانب المساجد و المدارس القرآنية، بشكل أصبح يثير الانزعاج و الفوضى لدى مرتادي المساجد و التلاميذ و كثيرا ما تسببت في شجارات بين الباعة و المواطنين الذين طالبوا السلطات المحلية بالتحرك لتنظيم هذه الأسواق أو إزالتها نهائيا.
و تعتبر المدرسة القرآنية ورش التابعة لمسجد عمر بن عبد العزيز بمحاذاة الحديقة العمومية، نموذجا لهذه الظاهرة غير الحضارية التي شوهت المنظر العام للمدينة، فتواجدها بجوار مدرسة ابتدائية، لم يشفع لها في أن تكون بمنأى عن هذه الأسواق إذ و رغم أن المساحة ضيقة، فإن الباعة الذين يتوافدون من كل مكان، عمدوا لتحويلها إلى فضاء لعرض سلعهم فوق طاولات و الجرارات و الشاحنات و حتى في السيارات، بحيث يخيل للزائر، بأنه يتجول في سوق للخضر و الفواكه.
و لعل ما يزيد من توافد المواطنين على هذه الأسواق، هو الأسعار التي يعتمدها الباعة و التي تكون في الغالب معقولة و في متناول المواطن، بخلاف الأسواق المتواجدة بوسط المدينة أو المحلات التجارية، لكن بالمقابل، فإن أولياء تلاميذ أعربوا عن استيائهم من هذه الأسواق التي تتسبب في حدوث فوضى كبيرة، لا سيما أثناء دخول و خروج أبنائهم من المدرسة القرآنية و كذا مواقيت الصلاة و الغريب هو أن الباعة يعمدون لركن مركباتهم بجانب بوابة المسجد و المدرسة القرآنية.
و ذكر أولياء، أن الباعة و من خلال نشاطهم هذا أمام المؤسسات التربوية و المدارس القرآنية، يعطون صورة غير لائقة لأبنائهم أثناء التحاقهم بمقاعد الدراسة، أو خروجهم من المدارس، حيث يصدمون بمجرد خروجهم بأسواق و باعة ينادون بأعلى أصواتهم و الضجيج ينبعث من هنا و هناك في محيط لا يشجع عن الدراسة و يؤثر لا محالة في تحصيلهم العلمي لأبنائهم.
صادفنا و نحن هناك بعض الأولياء، يبحثون عن أبنائهم أثناء خروجهم من الدراسة، نتيجة للفوضى السائدة بالمكان و حتى القائمين على المدرسة، فشلوا في وضع حد للظاهرة رغم حملات التحسيس و التوعية المتكررة لإمام المسجد، لكن بدون جدوى و حتى مصالح الشرطة، قامت في العديد من المرات بطردهم من المكان، لكن سرعان ما يعودون لنشاطهم من جديد.
كمال واسطة