عاد النقل الجامعي بقالمة إلى الواجهة من جديد وسط غضب كبير من آلاف الطلبة القادمين من المدن و القرى البعيدة، و غير المستفيدين من نظام الإقامة بسبب الشروط التي تحدد الحصول على الغرفة و في مقدمتها المسافة بين مقر السكن العائلي و الجامعة.
و يستعمل عدد كبير من طلبة جامعة قالمة غير المقيمين بالأحياء الجامعية، وسائل النقل العمومي للالتحاق بمقاعد الدراسة و العودة إلى المنزل بعد نهاية الدوام، و يواجه هؤلاء الطلبة متاعب كبيرة للوصول إلى المدرجات، بسبب فوضى النقل العمومي، و خاصة على الخطوط ذات الكثافة العالية.
و تعد مدن حمام دباغ، هليوبوليس، نشماية، بومهرة أحمد، هواري بومدين مجاز عمار، الفجوج، بوعاتي محمود، جبالة و بني مزلين و بلديات أخرى غير معنية بنظام الإقامة بالأحياء الجامعية، الأكثر تضررا من أزمة النقل، و خاصة أيام الذروة التي تتزامن مع بداية و نهاية كل أسبوع.
و يخوض الطلبة معركة مضنية كل صباح و مساء لركوب حافلات نقل المسافرين، و يعاملهم الناقلون كزبائن عاديين غير مرتبطين بتوقيت زمني معين، و قد تغلق أبواب الحافلات في وجه عشرات الطلبة كل صباح و مساء بسبب الاكتظاظ، و يبقى الكثير منهم في الشوارع، و غالبا ما يصلون متأخرين إلى مقاعد الدراسة و المنازل، بعد نهاية الدوام الذي يمتد أحيانا إلى ساعة متأخرة من المساء، حيث تتوقف حركة النقل العمومي للمسافرين عبر كل الخطوط تقريبا، و عندها تتحول سيارات الأجرة و حتى سيارات “الفرود” إلى ملاذ أخير للطلبة المشردين في الشوارع و الساحات، و على جوانب الطرقات العامة.
و كانت جامعة قالمة قد وسعت شبكة النقل إلى المدن و القرى المجاورة في السنوات الأخيرة، لكنها تراجعت عن ما أسمته آنذاك بمشروع النقل شبه الجامعي الذي لقي ارتياحا كبيرا وسط الطلبة، قبل ان تعود المعاناة من جديد.
و تتوقف حدود النقل الجامعي بقالمة وسط المدينة، و تقتصر مهمة الحافلات القليلة على نقل الطلبة من محطات المسافرين و الساحات العامة إلى مختلف الكليات، دون ان تصل حتى إلى الضواحي السكنية الجديدة.
و يقول الطلبة بأنهم يواجهون متاعب مالية كبيرة طيلة الموسم الجامعي، بسبب ارتفاع تكاليف النقل العمومي للمسافرين، و يأملون في الاستجابة لمطالبهم، و توسيع شبكة النقل الجامعي إلى المدن و القرى المجاورة لمدينة قالمة.
فريد.غ