كشفت مديرية الموارد المائية لولاية الطارف، أمس، عن إعداد مخطط، تحضيرا لإبرام ميثاق تسيير طبقة المياه الجوفية، للخزان الرملي المتواجد ببلدية بوثلجة و المناطق المجاورة لها، للحفاظ على مستقبل الثروة و ديمومتها.
و ذكر مسؤول القطاع بالولاية، في تصريح «للنصر»، على أن مخطط تسيير طبقة المياه الجوفية الذي سيتم إعداده بالتنسيق وبمشاركة كل القطاعات والفاعلين، يتضمن إنشاء لجنة دائمة لمتابعة وضعية مخزون طبقة المياه الجوفية و نصب شبكة للمراقبة، لمعرفة تطورات و وضعية المخزون المائي نوعا و كما، و ذلك عن طريق التحكم عن بعد، بوضع معدات إلكترونية متطورة، خاصة و أن جهة بوثلجة و المناطق القريبة منها، تعد بمثابة إسفنجة تتوفر على احتياطات هائلة من المياه ذات المذاق العذب.
ومن ثمة، يضيف المسؤول، وجب الحفاظ عليها بتثمين عملية الاستغلال و التسيير وحمايتها من كل أشكال التلوث و المخاطر التي تتهددها، لاسيما من ناحية محاربة ظاهرة تعرية الغطاء النباتي للكثبان الرملية ومنها تدفق المياه المالحة من البحر على اليابسة، لقرب المنطقة من الساحل.
كما سيسمح هذا المخطط الذي يجري إعداد دراسته على شكل عمل جماعي مع كل المتدخلين و الفاعلين و مختلف الهيئات المعنية، بتحديد مساحة طبقة المياه الجوفية و كميتها، فضلا عن وضع آليات فعالة لمواجهة الأخطار البيئية التي تهدد طبقة المياه الجوفية، على اعتبار أن المنطقة الشمالية بين بوثلجة وبالريحان، تحتوي على مخزون مائي معتبر، يتواجد في منطقة هشة مصنفة كمحمية و منطقة رطبة، بالنظر للأخطار التي تحدق بها، خصوصا من ناحية التعرية و تدفق المياه المالحة من البحر القريب من المنطقة و اختلاطها بالمياه الجوفية.
كما سيتم ضمن المخطط المذكور، تنظيم أيام إعلامية للتعريف بالمخزون المائي لطبقة المياه الجوفية ببوثلجة و سبل حمايتها و ترشيدها، قبل إبرام ميثاق التسيير تحت إشراف السلطات المحلية قريبا، من أجل التسيير العقلاني مستقبلا للمياه الجوفية.
و من أجل الإسراع في التحضير لإعداد المخطط، الذي هو بمثابة أرضية و ورقة طريقة لتسيير المخزون المائي الجوفي، تم عقد اجتماع تنسيقي، نهاية الأسبوع، بمديرية الموارد المائية، ضم كلا من الوكالة الوطنية للتسيير المدمج للموارد المائية ، «اجير» وكالة الحوض الهيدروغرافي لمنطقة قسنطينة –سيبوس ميلاك وحضور هيئات أخرى ذات الصلة بالموضوع، منها الوكالة الوطنية للموارد المائية –منطقة قسنطينة و باحثين و مختصين و أساتذة جامعيين، على غرار البروفسور مناني رضا من جامعة باتنة، رئيس جمعية المهندسين الهيدروجوليين و مشاركة عدة قطاعات أخرى محلية.
نوري.ح
