قامت مؤسسة بريد الجزائر في عنابة، أمس بغلق مكتب بريد شارع عميروش «الغزالة» و وضعه تحت الحجر الصحي، لتواجد مؤشرات إصابة عدد من العمال بفيروس كورونا، مع تعليق إعلان لفائدة الزبائن، للاعتذار عن توقف الخدمة إلى إشعار آخر، حماية لصحة و سلامة المواطنين الذين يقصدون المكتب البريدي.
و حسب تصريح المدير الولائي للبريد و المواصلات السلكية و اللاسلكية، رابح بويبة، فقد تم غلق مكتب البريد على خلفية وضع عاملتين تحت الحجر الطبي، نتيجة لإصابة زوج إحداهما بفيروس كورونا كوفيد 19، كما أن زوج العاملة الثانية شقيق الشخص المصاب.
و وفقا للمتحدث، فقد قامت مصالحه بعد تأكيد معلومات وجود أعراض الاشتباه بإصابة العاملتين، تقرر غلق المكتب بشكل مؤقت، كإجراء اتخذته خلية الأزمة المكلفة بمتابعة التطور الوبائي للمرض و التي يرأسها والي الولاية، هذا الأخير أمضى قرارا يقضي بوضح المكتب تحت الحجر.
و استنادا للمدير الولائي للبريد، فقد تم وضع جميع الموظفين تحت الحجر المنزلي، مع متابعة الحالة الصحية لهم، كونهم كانوا على اتصال مباشر بالموظفتين المشتبه في إصابتهما بالفيروس.
في حين ذكرت مصادرنا، بأن قرار غلق مكتب البريد مرتبط بخصوصية هذه المؤسسة المالية و التي تتسبب في الانتشار السريع للفيروس بين المواطنين و نقله إلى عائلاتهم، عن طريق القيام بالعمليات المالية و مختلف الخدمات البريدية، حيث يمكن للموظف المصاب نقل الفيروس عن طريق تسليم النقود، أو القيام بقبض حوالات أو غيرها من العمليات كالرسائل أو الطرود و كذا بيع الطوابع البريدية و العكس، بحيث يستطيع الزبون نقل المرض لموظف في البريد و هذا الأخير ينقله إلى مئات الأشخاص في اليوم، ما يزيد من انتشار رقعة الوباء.
و على خلفية تسجيل حالتين مشتبه فيهما بمكتب البريد، تم تعزيز الإجراءات الوقائية بمختلف المكاتب على مستوى الولاية، خاصة بالقابضة الرئيسية (البريد المركزي) القريبة من مقر الولاية، بمنع دخول أي زبون دون ارتداء الكمامة و كذا الحفاظ على مسافة التباعد بين الموظف و الزبون و تزويد جميع العاملين بالمطهر الكحولي و تمرير الأوراق النقدية و الحديدية على مادة معقمة.
كما كشف مصدر عليم للنصر، عن غلق مديرتين بشركتين صناعيتين في عنابة، بعد تسجيل إصابة موظفين على مستواهما بفيروس كورنا، حيث تم منع العمل و القدوم إلى المكاتب و إخضاع المشتبه في إصابتهم إلى التحاليل، خاصة مع تواجد أزواج يعملون في نفس الشركة.
و قد وصل عدد الإصابات بالولاية وفقا لإحصائيات اللجنة الوطنية لرصد و متابعة تطور فيروس كورونا، إلى 223 إصابة و 10وفيات منذ بداية الوباء، مع تسجيل 6 حالات جديدة مؤكدة، أول أمس، حسب موقع وزارة الصحة و إصلاح المستشفيات، في مؤشر غير مطمئن.
و في هذا الشأن، صرح مدير الصحة لولاية عنابة، عبد الناصر دعماش، بأن الوضعية الوبائية بعنابة مقلقة جدا و عدد الإصابات في تزايد كبير، كما حذر من استهتار المواطنين بالوضع، خاصة و أن جميع المصالح المخصصة لاستقبال المرضى ممتلئة عن آخرها و يتم فتح مصلحة جديدة في كل مرة، مع التوجه إلى تخصيص مستشفى الحجار بأكمله لاستقبال الحالات المؤكدة.
كما أشار، دعماش، إلى نيل الإرهاق و التعب من الطواقم الطبية، بالإضافة إلى الحالة النفسية الصعبة نتيجة لابتعادهم عن عائلاتهم.
حسين دريدح
