قضت محكمة الجنايات بمجلس قضاء عنابة، أمس، بتسليط عقوبة 12 سنة سجنا نافذا، في حق مغترب دخل عبر الحدود البرية مع الجارة تونس، عثر بحوزته على أقراص مهلوسة و غاز مسيل للدموع و جواز سفر فرنسي يحمل هوية أخرى.
فيما التمس ممثل الحق العام في حق المتهم، عقوبة 15 سنة سجنا نافذا، عن جناية استيراد مؤثرات عقلية بطريقة غير شرعية و جنحة تهريب بضاعة محظورة باستعمال وسيلة نقل و جنحة حمل سلاح أبيض من الصنف السادس دون سبب شرعي.
و تعود وقائع القضية، إلى تاريخ 29 أكتوبر 2013، عندما أوقفت عناصر شرطة الحدود بمركز العبور أم الطبول، المسمى (د.ع 54 سنة) أثناء قيامه بإجراءات الدخول إلى التراب الوطني قادما من تونس و بإخضاعه للتفتيش الجسدي، تم ضبط عدة أكياس من الألمنيوم بها أقراص مهلوسة مختلفة بمجموع 1191 قرصا، بالإضافة إلى قارورتي غاز مسيل للدموع و جواز سفر يحمل هوية شخص آخر.
و حسب ما جاء في ملف القضية، فإنه و عند سماع المتهم عند الحضور الأول أمام الضبطية القضائية، في محضر التحريات، صرح بأن عون الجمارك لاحظ انتفاخا على مستوى السترة التي كان يرتديها و أثناء تفتيشه عثر بحوزته على كمية من الأدوية من مختلف الأنواع، خاصة بالأمراض العصبية و قارورتي غاز مسيل للدموع و جواز سفر فرنسي باسم (ص.ي)، مبررا سبب حيازته لتلك الحبوب المهلوسة، بكونه يعاني من أمراض عصبية منذ حوالي 15 سنة و يتابع علاجه بفرنسا و أن تلك الأدوية اقتناها من فرنسا بواسطة وصفة طبية من أجل استهلاكها لمدة ثلاثة أشهر التي سيقضيها على التراب الوطني و لديه وثائق و شهادات طبية تثبت ذلك، و أن قارورتي الغاز اشتراهما من فرنسا من أجل الدفاع بهما عن نفسه و أنه لا يعلم بأنها ممنوعة في الجزائر و أن جواز السفر الخاص بالمسمى (ص.ي) لا علاقة له به و أنه وجده في جيب سروال اشتراه من أحد الباعة المتجولين.
و لدى سماع الطرف المدني ممثل إدارة الجمارك، صرح بأن إدارة الجمارك على علم بالقضية ضد المتهم (د.ع) و أن هذا الأخير تم توقيفه من طرف أعوان الجمارك أثناء تفتيشه و كان يخفي المؤثرات العقلية داخل ثيابه و قد لفها في صفائح الألمنيوم الورقية، من أجل الإفلات من كشفها عن طريق جهاز السكانير، كما تم العثور بحوزته على قارورتي غاز مسيل الدموع و أن هذه الوقائع تشكل مخالفة جمركية منصوص عليها في قانون التهريب و أن إدارة الجمارك تتأسس طرفا مدنيا.
و لدى استجواب المتهم في جلسة المحاكمة، أمس، أنكر الوقائع المنسوبة إليه و صرح بأنه لم يكن بصدد تهريب أو استيراد المؤثرات العقلية بطريقة غير شرعية و أنه كان يحوز علبا من الأدوية تتمثل في مؤثرات عقلية خاصة به، كونه مدمن على المخدرات من نوع (هيروين) و كان يخضع لبرنامج علاج في مركز مختص في باريس و أنه اشترى الأدوية بموجب وصفات طبية منحها له أطباؤه في فرنسا و أنه قرر العودة إلى الجزائر من أجل قضاء ثلاثة أشهر، فأحضر معه الكمية الكافية لتناولها و أنه لم يقم بإخفاء الأقراص في صفائح الألمنيوم تحت ثيابه، بل وضعها في علبها داخل جيوب سترته و أن قارورتي الغاز المسيل للدموع لا يعلم إن كانت ممنوعة في الجزائر أم لا و أن جواز السفر وجده داخل سروال اشتراه من أحد الباعة المتجولين و لا يعرف هوية صاحبه، نافيا أن يكون قد حاول بيعه لشخص بغرض الهجرة إلى فرنسا بجواز سفر أجنبي مزور.
هذا و تمت معالجة القضية لثاني مرة، بعد قبول الطعن بالنقض على مستوى المحكمة العليا.
حسين دريدح
