تشبعت المخازن الرئيسية بمدينة بلخير في ولاية قالمة و لم تعد قادرة على استقبال المزيد من القمح القادم من المناطق التي تأخرت بها عملية الحصاد و عادت الطوابير من جديد لتتشكل بساحة الصوامع و خارجها، بعد انفراج استمر لعدة أيام عقب الذروة التي وقعت بين منتصف شهري جوان و جويلية.
و قال سائقون للشاحنات و الجرارات المحملة بشحنات القمح للنصر، أمس الأربعاء، بأنهم في طابور الانتظار منذ 3 أيام، دون أن يتمكنوا من التفريغ، حيث لم يعد هناك متسع بالمخزن المتشبع.
و تعمل إدارة مخازن بلخير على إيجاد حل لهذا التشبع المؤقت و المفاجئ و مساعدة أصحاب الشاحنات و الجرارات على التفريغ و العودة إلى منازلهم، حيث يتوقع تحويل كميات هامة من مخزون القمح إلى المطاحن و مخازن الولايات المجاورة، لتفريغ الشاحنات التي تنتظر في الطابور المتمدد خارج المخازن.
و توشك عملية الحصاد على الانتهاء بكل الأقاليم المنتجة للقمح بقالمة، لكن شحنات القمح مازالت تصل إلى كل مخازن قالمة المتواجدة بمدن بلخير، وادي الزناتي، تاملوكة، عين مخلوف، الركنية و بوشقوف، عين رقادة و مجاز عمار، لكنها ليست بتلك الحدة التي كانت عليها عندما انطلق موسم الحصاد منتصف جوان الماضي.
و تعرف ولاية قالمة أزمة تخزين منذ عدة سنوات و لم تتمكن حتى الآن من بناء صوامع عملاقة لاستيعاب الإنتاج المتزايد من سنة لأخرى، حيث تعثر مشروع مخزن جديد بمدينة بلخير شرقي قالمة، عندما توقف في مراحله الأخيرة و حالت أزمة العقار دون إطلاق مشروع آخر ببلدية تاملوكة الواقعة بسهل الجنوب الكبير، الذي يعد الأكثر إنتاجا لأجود أنواع القمح بشرق البلاد.
و تعتزم وزارة الفلاحة و الديوان الوطني للحبوب، تحريك المشروعين المتعثرين ببلخير و تاملوكة بقدرة 500 ألف قنطار و بناء صوامع متوسطة الحجم ببلديات الركنية، عين مخلوف و بلخير، بقدرة 100 ألف قنطار بكل موقع و عند انتهاء هذه المشاريع الهامة، سترتفع قدرات التخزين بالولاية إلى أكثر من مليون و نصف المليون قنطار من القمح و لن تكون في حاجة إلى مواصلة العمل بنظام التحويل المتعب إلى مخازن الولايات المجاورة.
فريد.غ