أمر والي عنابة، أمس، على إثر خرجة ميدانية فجائية، لاحظ خلالها غياب الإنارة العمومية على مستوى أحياء و شوارع وسط المدينة و الطريق الوطني رقم 44، بتخصيص غلاف مالي استعجالي قدره 1.2 مليار سنتيم، للتكفل بالنقائص الموجودة على مستوى المحاور الحيوية بمداخل و مخارج المدينة و كذا الشوارع الرئيسية.
ومنح الوالي الغلاف المالي لمؤسسة التحسين الحضري للتكفل بهذا الأمر بشكل مستعجل، بدل إنفاق مبالغ معتبرة على إصلاح شبكة الإنارة العمومية و إسنادها لشركات الخواص التي أثبتت أشغال البعض منها أنها غير مطابقة لدفتر الشروط، حيث تعطلت بمجرد تسليم المشاريع في وقت سابق، ما اضطر مصالح الولاية للتعجيل بإنشاء مؤسسة عمومية تتكفل بالإنارة العمومية و المساحات الخضراء، بهدف التدخل السريع دون إبرام صفقات و كذا توفير مبالغ مالية معتبرة.
و حسب مصدر عليم للنصر، فإن خط الإنارة العمومية بالطريق الوطني رقم 44، خاصة في شطره الرابط بين عنابة و برحال، يشكل أهمية قصوى بالنظر للحركية الكبيرة التي يعرفها، مع إنجاز المدينة الجديدة ذراع الريش و افتتاح المحطة البرية الجديدة محمد منيب صنديد و غيرها من التجمعات السكنية الجديدة التي ظهرت في مسار هذا الطريق.
و قد عرف مشروع الإنارة العمومية بين عنابة و برحال، غشا في الإنجاز و تأخرا في التسليم، رغم تخصيص غلاف مالي ضخم لهذا الغرض، حيث انطلقت الأشغال سنة 2010 و كان مقررا تسليم العملية سنة 2012، إلا أنه مازالت بعض المقاطع متوقفة و لا تعمل إلى يومنا هذا، وذلك رغم تسليمه بشكل رسمي.
و وفقا لذات المصدر، فإنه و بعد تسجيل تعثر في إنجاز المشروع، تم تحويل متابعته من مديرية الإدارة المحلية، إلى مديرية الأشغال العمومية، بعد أن تهاوت أغلب الأعمدة على الأرض، بسبب استهداف العصابات لشبكة الكوابل النحاسية، بالإضافة إلى الغش في الإنجاز، على اعتبار أن هذا الطريق يكتسي أهمية قصوى في ربط ولاية عنابة بالمدن الشرقية و كذا الجارة تونس، حيث تم إدراجه ضمن توسعة مشروع الطريق السيار شرق - غرب.
و تسبب تعطل خط الإنارة العمومية عبر الطريق الوطني رقم 44، في تسجيل اعتداءات على مستعملي الطريق و كذا سكان التجمعات السكنية المحاذية له، مع تنامى نشاط العصابات و المنحرفين الذين يسثتمرون في انعدام الإنارة، لارتكاب جرائم الاعتداءات على الأشخاص و الممتلكات تحت جنح الظلام و طائلة التهديد بالأسلحة البيضاء.
و قد أطلق سكان خرازة، الشابية، واد النيل، وعايب عمار، صفارات الإنذار بشأن هذه الوضعية في الكثير من المناسبات وذلك بطرح انشغالاتهم على طاولة السلطات المحلية، من أجل صيانة خط الإنارة المتوقف منذ سنوات، بعد أن سجلت عشرات من حوادث المرور على مستوى الطريق الوطني رقم 44 ليلا و تنامي نشاط العصابات الإجرامية في اعتراض مستعملي الطريق تحت جناح الظلام لسلبهم ممتلكاتهم و الاعتداء عليهم، ما أدى إلى تدخل عناصر المجموعة الإقليمية للدرك الوطني، التي تمكنت العام الماضي من توقيف عصابة « التيغر» التي زرعت الرعب وسط مستعملي الطريق، تتكون من 5 أشخاص، عثر بحوزتهم على سيوف و أسلحة بيضاء كانت تستخدم في الترهيب و الاعتداء، حيث سلطت محكمة الجنايات قبل أسبوعين، 5 سنوات سجنا نافذا في حق أفراد العصابة.
من جهتها مصالح الأمن تحركت بعد ورود معلومات عن نشاط مكثف لشبكة مختصة في سرقة الكوابل النحاسية لأعمدة الإنارة العمومية، تنشط عبر إقليم ولاية عنابة، يقوم أفرادها باستهداف شبكة الإنارة العمومية على مستوى الطرقات و الأحياء السكنية الجديدة، باستخدام و سائل التفكيك لانتزاع الكوابل تحت جنح الظلام و من بين الأحياء المستهدفة، السهل الغربي، الطريق الوطني رقم 44 و المدينة الجديدة ذراع الريش، خاصة و أن مدينة عنابة تحولت إلى ورشة مفتوحة في الآونة الأخيرة، لتجديد و إنجاز مشاريع الإنارة العمومية بالطرقات الرئيسية و مداخل و مخارج المدينة و كذا بالأحياء الكبرى، وهو ما شجع العصابات المختصة في المتاجرة بالنفايات النحاسية، باستهداف الشبكات الجديدة و سرقة الكوابل قبل وضعها حيز الخدمة و ما يساعدهم على ذلك عدم ربطها بالتيار الكهربائي.
و حسب مصالح الأمن، فقد تم تفكيك عدد من الشبكات في الفترة الأخيرة و مصادرة كميات معتبرة من الكوابل النحاسية.
حسين دريدح