تسببت جائحة كورونا، في توقف و تأجيل عديد المشاريع في عدة قطاعات بولاية باتنة، من بينها مشروع إجراء حفريات بالموقع الأثري طبنة، الذي حظي، حسب مسؤول بمديرية الثقافة، بالموافقة من طرف المركز الوطني للأبحاث الأثرية و كان مزمعا انطلاقه شهر أفريل الماضي من السنة الجارية، لكنه تأجل لتزامنه مع ظهور جائحة كورونا.
و أوضح المسؤول بمديرية الثقافة لولاية باتنة للنصر، بأن المشروع لطالما كان مطلبا ملحا من طرف مواطنين و جمعيات المجتمع المدني، لإبراز ما يكتنزه الموقع من آثار و تحديد معالمه من أجل وقف الاعتداءات العشوائية، خاصة التوسع العمراني الفوضوي على حساب المواقع الأثرية و كان لتحديد الموقع خلاف بين الجمعيات و السلطات العمومية، من أجل تحديد المساحة المحمية، قبل أن تتم الموافقة على مشروع علمي و بحثي لإبراز الموقع الذي يحتوي حسب أخصائيين على آثار للحقبة الرومانية و أخرى للحضارة الإسلامية في عهد الزيريين و الحماديين.
و يهدف مشروع إجراء الحفريات، حسب المسؤول بمديرية الثقافة، إلى تحديد مساحة الموقع الأثري و إبراز و اكتشاف الآثار المكتنزة و أوضح المسؤول، بأن المشروع الذي حظي بموافقة المركز الوطني للأبحاث الأثرية، يتضمن مراحل على المدى البعيد، بحيث يشمل من جهة الحفريات و إبراز معالم مدينة طبنة الأثرية و بالموازاة مع ذلك، يتضمن عرض الأبحاث و دراستها و يرتبط انطلاق المشروع بزوال جائحة كورونا التي حالت، حسب المسؤول بمديرية الثقافة، من توفير الشروط الملائمة لفرق البحث المختصة.
و في ذات السياق، قامت مديرية الثقافة بجرد مواقع أثرية و معالم، حتى يتسنى أن تحظى هي الأخرى بالدراسة، منها قلعة بالول ذات 12 طابقا و التي راحت تتهاوى و هي ذات هندسة معمارية محلية مازال فيه اختلاف حول عهدها و يتم حسب المصالح المختصة، تسجيل مشاريع الدراسة و البحث بعد إعداد ملف متكامل يتضمن الرفع التيبوغرافي لوضعه على طاولة الجهات المركزية المختصة.
و ناهيك عن موقع طبنة الأثري، فإن عديد المواقع تنتظر الترميم و الاستكشاف، منها ضريح امدغاسن النوميدي، الذي عرف انسحاب الاتحاد الأوروبي من مشروع ترميمه، بعد أن تأخرت العملية، بالإضافة لحماية مواقع أخرى كلمباز و تيمقاد و زانة البيضاء.
ياسين عبوبو