وسّع مستشفى الإخوة مغلاوي بميلة، نشاطه الطبي الجراحي، بشروعه بداية من أمس الجمعة، في إجراء العمليات الجراحية الخاصة باستبدال عظم الورك الطبيعي المصاب بآخر اصطناعي، لمرضى تم استقبالهم لهذه الغاية من ولاية ميلة و من خارجها.
هذا النشاط الطبي الجراحي الذي يستفيد من عملياته الأولى 10 مرضى تمت برمجتهم للخضوع للعمليات الجراحية على مدى ثلاثة أيام، تحت إشراف البروفسور عبد الرحمن بورحلة، يعتبر فاتحة خير لمرضى الولاية و المناطق المجاورة لها و يجسد الرغبة المشتركة بين الطاقمين الشابين الإداري و الطبي للمستشفى، في تخليص المرضى من الألم الذي يعانون منه، خاصة أولائك الذين تحول إمكانياتهم المادية دون التوجه للقطاع الخاص.
و قد سجلت النصر، أمس، أثر الغبطة و السرور على محياهم و هم في طريقهم لغرفة العمليات، كيف لا و قد أفادوا بأنهم ظلوا ينتظرون مثل هذه الفرصة لأكثر من خمس سنوات بالنسبة للبعض منهم.
مدير مستشفى الإخوة مغلاوي، أوضح بأن إدارة المستشفى استجابت لطلب الأطباء جراحي العظام، باقتناء الوسائل الطبية الضرورية التي تركب للمرضى مقابل غلاف مالي تجاوز الـ800 مليون سنتم و كذلك مكنتهم من مجمع خاص لإجراء مثل هذه العمليات و هي رهن إشارتهم لتوفير كل ما يحتاجونه و يريح المرضى، في هذا الاختصاص و اختصاصات أخرى مبرمجة لعمليات مماثلة.
و أوضح البروفسور بورحلة، في تصريح للنصر، بأن العمليات الجراحية الخاصة بتركيب المفاصل الاصطناعية في الورك أو الركبة، هي عمليات ليست بالصعبة و لا داعي للمريض البحث عن إجرائها بالخارج كونها متاحة ببلادنا و نتائجها جيدة و مضمونة، تعيد للمريض مهما كانت الفئة العمرية التي ينتمي إليها، قدرته على الحركة خلال 24 ساعة الموالية، فقط يجب توفير التجهيزات و الوسائل الضرورية لإجراء العملية و الاستفادة منها للجميع، داعيا القطاعين العام و الخاص للتكامل فيما بينهما، و النزاهة و الصدق و ترك الخيار للمريض للجهة التي يتوجه نحوها، حسب الرغبة و المقدرة، مثلما هو معمول به في البلدان المتقدمة و أن مبادرة أطباء ميلة سمحت لهم باكتساب التجربة و الخبرة عبر هذا الاحتكاك.
الطاقم الطبي الجراحي الشاب العامل بمستشفى ميلة و بعدما ثمن على لسان الطبيب الجراح، نعيم بلمهبول، تعاون الإدارة بتوفيرها لمستلزمات العمل و الوسائل التي يحتاجها 25 مريضا سيخضعون تباعا للعمليات الجراحية، أوضح بأن المبادرة الثانية القادمة، ستخص تركيب مفصل الركبة التي هي أكثر تعقيدا من مفصل الورك، مباركا لمرضى ولاية ميلة هذا الانجاز المكلف ماليا و الذي سيتواصل.
مشددا على أن المؤسسة الاستشفائية مصممة على المضي قدما في تحسين الوضع أكثر و هو نفس ما ذهب إليه زميله، زيد حمزة، الذي اعتبر إجراء مثل هذه العمليات على دقتها و تعقيدها في مؤسسة عمومية بميلة، يمثل حلما لسكانها و قد أصبحت مجسدة على أرض الواقع.
و في نفس السياق، اعتبرت الدكتورة، أمنة بلكامل، المختصة في التخدير و الإنعاش، أن هذه العمليات تمت بتكاثف جهد الجميع بنجاح تام، مشكلة فرصة لاكتساب تجربة و خبرة إضافيتين لهم.
أما الدكتورة، رحيمة بلاغة، المختصة هي الأخرى في التخدير و الإنعاش، فأوضحت بأن الجزائر تزخر بالطاقات الطبية الشابة القادرة على التكفل بكل المرضى مهما كانت العلل التي يعانون منها، فقط إذا ما وفرت لهم الإمكانيات و ظروف العملية و هاتين الميزتين أصبحتا متوفرتين بميلة في ظل إشراف طاقم إداري شاب على المستشفى كذلك.
إبراهيم شليغم