بدأ قطاع التكوين المهني بقالمة، يقتحم سوق العمل و الاستثمار المنشئ للثروة و مناصب العمل، متحديا الوضع الاقتصادي و الاجتماعي الصعب، متطلعا لمستقبل واعد يعتمد على الكفاءة و التكوين الجيد و الإرادة التي تحذو المتخرجين الذين انتهجوا أقصر الطرق لتحقيق حلمهم و تفادي شبح البطالة المطبق على خريجي الجامعات و المدارس العليا، الذين عجز الكثير منهم عن المغامرة الحرة و بقوا ينتظرون حظهم بالوظيف العمومي الذي أصبح غير قادر على مواجهة الضغط الهائل من آلاف الخريجين كل عام.
وقالت مديرية التكوين المهني بالولاية، بأن المتخرجين من مراكزها المنتشرة عبر الولاية، قد تمكنوا من إنشاء 620 مؤسسة من سنة 2019 إلى منتصف 2020 و أن هذه المؤسسات الفتية تعمل في الميدان بكفاءة عالية وتتطلع إلى آفاق مستقبلية واعدة. كما أنشأ المتخرجون من مراكز التكوين المهني بقالمة، 124 مؤسسة صغيرة بمختلف القطاعات الاقتصادية و الخدمات بدعم من الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب «أنساج» وفتحت هذه المؤسسات الفتية 279 منصب عمل.
و بدعم من الوكالة الوطنية للقرض المصغر «آنجام»، أنشأ المتخرجون من قطاع التكوين المهني بقالمة 398 مؤسسة جديدة بين سنتي 2019 و 2020.
في حين وافق الصندوق الوطني للتأمين عن البطالة «كناك» على تمويل 98 مؤسسة مصغرة أنشأها متخرجون من قطاع التكوين المهني، الذي يعرف تطورا متواصلا بولاية قالمة و أصبح مصدر اهتمام كبير وسط البطالين و المغادرين للدراسة بكل الأطوار.
و تتابع مديرية التكوين المهني كل المتخرجين الذين أنشؤوا مؤسسات مصغرة و تقدم لهم الدعم التقني لتجاوز مرحلة البداية و دخول مجال الاستثمار المنتج للثروة و مناصب العمل و تفادي شبح البطالة و التعثر.
كما يعود تطور المؤسسات الفتية التي ينشئها المتخرجون من التكوين المهني بقالمة، إلى جودة التكوين و ملاءمته لسوق العمل المحلية، حيث أصبح من النادر أن يبقى خريج التكوين المهني بقالمة دون عمل و خاصة بقطاع الحرف و الخدمات التي تتيح فرصا كثيرة لهؤلاء الخريجين الذين سيتحولون إلى خزان من الكفاءات البشرية الداعمة للاقتصاد المحلي المعتمد على قطاعات السياحة و الزراعة و الصناعة و الخدمات.
و قد تفوق المتخرجون من مراكز التكوين المهني بقالمة على خريجي الجامعات في مجال البحث عن العمل و إنشاء المؤسسات المصغرة و الاندماج السريع في سوق العمل، مدعومين بتكوين قاعدي واقعي و ملائم للاقتصاد المحلي و خاصة في مجال الحرف و الخدمات و الزراعة بكل فروعها.
كما تعمل دار المرافقة و الإدماج بقطاع التكوين المهني، على متابعة المسار المهني للخريجين، من خلال الدعم التقني واللوجيستيكي، لتمكينهم من تجاوز عقبات إنشاء المؤسسات المصغرة و دخول عالم الأعمال و الاستثمار بكفاءة و الخروج النهائي من مستنقع البطالة .
فريد.غ