يعيش العديد من سكان مدينة الفجوج الواقعة شمالي قالمة تحت خطوط الكهرباء ذات التوتر العالي، منذ سنوات طويلة، دون أن تلوح في الأفق بوادر انتهاء الرعب الذي يسكن النفوس كلما هبت الرياح و اشتدت عواصف الخريف و الشتاء.
كوابل عملاقة و أبراج معدنية منتصبة بين المنازل تعانق السماء و أزيز التوتر العالي يمزق سكون الليل منذرا بأن القادم أسوأ و سكان ينتظرون نهاية الكابوس المرعب النائم فوق أسطح البيوت التي توقفت عن النمو و التعالي عندما لامست الخطر.
و مع مرور الزمن، زاد عمران المدينة اتساعا و نمت المساكن بسرعة تحت خط الموت القادم من عنابة باتجاه قسنطينة و في غفلة من هيئة الإعمار و الرقابة بقالمة منذ 40 عاما تقريبا، صارت الكوابل العملاقة فوق الأسطح و الأبراج المعدنية العملاقة وسط الشوارع و الساحات العامة و كأنها من المعالم القديمة للمدينة الصغيرة.
لا حلول في الأفق، يقول رئيس بلدية الفجوج، عبد الحميد برقاش، متحدثا للنصر عن الخطر المحدق بالسكان الذين غامروا و شيدوا مساكن لهم تحت خط النار، معتقدين بأن الوضع سيتغير و تبتعد عنهم الكوابل النحاسية العملاقة.
و لم تتوقف بلدية الفجوج عن مطالبة الشركة الوطنية للكهرباء بإيجاد حل لخط التوتر العالي وإبعاده عن المساكن الواقعة في دائرة الخطر، لكن الوضع بقي على حاله إلى اليوم و مازال بعض السكان المغامرين يأملون في زيادة الطوابق حتى تلامس خط الموت.
كما يعتقد رئيس بلدية الفجوج، بأن تحويل خط التوتر العالي خارج المدينة، بات أمرا صعبا للغاية نظرا لتكلفته المالية الكبيرة.
ويصعد الناس فوق أسطح منازلهم للسمر و نشر الغسيل و تكاد الكوابل العملاقة فوقهم أن تتحول إلى جزء من البناء و أمرا واقعا يجب التعايش معه بحذر إلى أجل غير مسمى.
ونظرا للتكلفة المالية الكبيرة لتحويل خط الإمداد العملاق، فإن بعض الناس بمدينة الفجوج، يعتقدون بأن هدم البنايات المعرضة للخطر و تعويض أصحابها، هو الحل الممكن لتفادي كارثة قد تقع ذات يوم و تخلف خسائر في الأرواح و الممتلكات، عندما يبلغ الإعمار ذروته و يحتل المزيد من مسار خط الإمداد العملاق، الذي يمر وسط الضاحية الجنوبية لمدينة الفجوج على طول يتجاوز نصف كلم. فريد.غ