• الأمن و الدرك يحجزان ألعابا موجهة للتسويق
استقبلت مصالح الاستعجالات بمستشفيات عنابة و المتخصصة في طب العيون، الجراحة و كذا الحروق، ليلة أمس الأول، أزيد من 20 حالة، نتيجة إصابات بشظايا المفرقعات المشتعلة، في احتفالات بالمولد النبوي الشريف، بينها حالات خطيرة، خضع أصحابها لعمليات جراحية من أجل تعزيز فرصهم في الإبصار مرة أخرى، نتيجة للاستخدام المفرط و المواجهات العنيفة بالمفرقعات، على غرار ما حدث بسيدي سالم.
و أكدت مصادر طبية للنصر، على أن أغلب الضحايا من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 10 و 17 سنة، حولوا من قبل أوليائهم على مصلحة الاستعجالات لطب العيون « بشوند مارس».
كما أشارت مصادرنا، إلى استقبال مصلحة الاستعجالات الجراحية بمستشفى ابن رشد الجامعي، لطفل تعرض لتشوه في الوجه، جراء انفجار مفرقعة ذات قوة كبيرة في وجهه، بعد رميها من قبل أحد الجيران في مواجهات بينهم بحي جبانة ليهود غرب وسط مدينة عنابة، كما فقد شاب عينه بسبب الألعاب النارية بحي المدينة القديمة «بلاص دارم»، إلى جانب حالات أخرى سببت للمصابين حروقا مختلفة، في حين سٌجل نشوب حريق بمنزل بحي الكاليتوسة في بلدية برحال، تم إخماده قبل انتشاره في جميع أنحاء الشقة.
و كانت أغلب الإصابات الناجمة عن الاستخدام غير العقلاني للمفرقعات، حسب مصادرنا، قد حولت إلى المصالح الطبية دون تدخل مصالح الحماية، ما جعل أهالي الضحايا يستعجلون نقلهم قبل وصول سيارة الإسعاف، من أجل تقديم الإسعافات اللازمة لهم.
و سجلت مصالح الشرطة و الدرك استخداما مفرطا للمفرقعات في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف على غير العادة بعدة أحياء شعبية، على غرار حي سيدي سالم الذي تحول إلى مسرح لمواجهات عنيفة بين مجموعة من الشباب، تم توثيقها في شريط فيديو نشر على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر صدامات عنيفة بالألعاب النارية، مع تواجد أشخاص يحملون قذائف من الألعاب الخطيرة وسط لهيب المفرقات و الدخان الكثيف، ما يوحي بوقوع حرب استخدمت بها قذائف و أسلحة نارية.
و كان أشخاص يتقدمون لخط المواجهة مع المجموعة الأخرى بالتصدي للقذائف التي توجه لهم، بحمل أبواب و صفائح حديدية و التقدم إلى مسافة الصفر لرمي المقذوف، في حدث تعرفه عنابة لأول مرة في استخدام الألعاب النارية بهذا الشكل الخطير جدا، إلى جانب هدر أموال كبيرة في شراء مختلف أنواع المفرقعات، حيث يتجاوز سعر بعض الأنواع منها 3000 دج للمقذوف الواحد.
هذا و تدخلت وحدات الشرطة في بعض الأحياء، بعد نداء من مواطنين، بسبب الاعتداء باستخدام المفرقعات التي كانت ترمى على المنازل و الشرفات، مما خلق حالة من الخوف لدى بعض السكان، حيث قامت مصالح الشرطة و الدرك، بدوريات في إقليم الاختصاص، في إطار المخطط الوطني لتأمين الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف.
من جهتها قامت قوات الشرطة للأمن الحضري التاسع، بعملية شرطية واسعة، شملت إقليم الاختصاص، أفضت إلى حجز 9660 علبة من المفرقعات من مختلف الأنواع و الأشكال، 40 وحدة شماريخ، 8400 صاروخ، 1250 وحدة سينيال.
كما أوقفت وحدات المجموعة الإقليمية للدرك الوطني بعنابة، أربعة أشخاص ينحدرون من عنابة و سطيف، عثر بحوزتهم لدى تفتيش المركبة النفعية، على 10 آلاف و 45 وحدة من المفرقعات ومواد تجميل كانت تستعمل للتمويه. وفي سياق متصل، شهدت شوارع وسط المدينة المعروفة بنقاط التسوق، على غرار سوق الحطاب والسوق المغطى «مرشي الحوت» والمنطقة المحيطة بهما، إنزالا غير مسبوق، لآلاف المواطنين من أجل اقتناء مختلف لوازم الاحتفال كالمواد الغذائية والألعاب والشموع وغيرها من المستلزمات، مما تسبب في ازدحام كبير حتى بالنسبة للراجلين، دون وجود أي احترام للإجراءات الوقائية أو لبس الكمامة. حسين دريدح