تشهد أسعار المواشي في الآونة الأخيرة، تراجعا ملموسا بولاية تبسة، وسط حالة من الخوف تملكت الموّالين و أخلطت أوراقهم، سيما و أنها المورد الرئيسي لمعيشتهم و إذا كان تدني أسعار المواشي قد لاقى ارتياحا كبيرا من طرف المواطنين خاصة الذين يستعدون للمناسبات، فإن المتضرر الأكبر هم مربو المواشي.
الموالون ببلديات ولاية تبسة، لم يخفوا الخسائر الكبيرة التي يتكبدونها جراء التدهور المسجل في أسعار المواشي و الذي أرجعه البعض إلى الجفاف الذي يعصف بالولاية، خاصة هذه السنة و على وجه التحديد بالبلديات الجنوبية و الجنوبية الغربية مثل الشريعة، العقلة، ثليجان، بئر العاتر، نقرين و فركان، حيث يرون بأنه السبب الرئيس لتراجع أسعار المواشي، إلى جانب غلاء الأعلاف التي تضرر منها مربو المواشي الذين طالبوا السلطات المعنية بضرورة إعادة النظر في أسعار الأعلاف، لاسيما الشعير و التبن و مشتقاتهما، حيث يقتني الموالون النخالة بسعر مضاعف يقدر بـ 360 ألف سنتيم من المطاحن، قائلين بأن تعاونية الحبوب الجافة تمنحهم كميات من الشعير لا تفي بالغرض.
و حسب أحد تجار المواشي بمنطقة «الدرمون « ببلدية ثليجان المشهورة بتربية المواشي ذات النوعية الجيدة، فإن أسعار الكباش تعتبر مقبولة إلى حد ما و هي في متناول الجميع، فبعد أن بلغ سعر الكبش الواحد في وقت سابق سعرا تراوح ما بين 8 و 10 ملايين، تراجع ليصبح سعره هذه الأيام بـ 6 ملايين، أما الخرفان التي كان يصل ثمنها إلى 5 و 6 ملايين، فتراجع سعرها في سوق المواشي إلى 3 ملايين و أحيانا أقل و هي الأسعار التي أربكت الموالين و بعثت فيهم اليأس من مواصلة تربية الماشية، لأنها حسب تصريحاتهم لا تخدمهم، لاسيما و أن الأغلبية منهم لم يعودوا قادرين على تربيتها، نظرا لغلاء الأعلاف و ارتفاع سعر الكلأ الذي هو عبارة عن بقايا الحصاد التي عادة ما يقوم مربو المواشي بكرائها للاستغناء عن شراء الأعلاف التي لم تعد لديهم القدرة على اقتنائها، في ظل التراجع الرهيب لأسعار الماشية.
مربّو الماشية يرون بأن المستفيد الأكبر من انخفاض الأسعار، هم الجزارون الذين يقتنون رؤوس الماشية بأسعار مغرية، في حين يبيعون الكلغ الواحد من لحم الضأن للمستهلك بسعر يتراوح بين 1100 و 1200 دينار و اعتبر البعض أن الموَالين سبق لهم و أن أضروا بالمواطن في سنوات سابقة و عليهم التماشي مع قانون العرض و الطلب حسب تعبير أحدهم. و في ظل هذا التدهور الكبير لأسعار الماشية، يأمل الموالون في تدخل الدولة لاقتناء الماشية منهم بأسعار مناسبة و تعوضهم عن الخسائر التي تكبدوها نتيجة لانهيار الأسعار. في حين يتوقع بعض الموالين، أنه إذا استمر الوضع على حاله، فإنهم سيضطرون لبيعها و الهجرة إلى المدن، مادام مناخ تربية الماشية لم يعد مشجعا على الاستمرار و الاهتمام بهذه الشعبة رغم أهميتها. ع.نصيب