أوقفت التقلبات المناخية المستمرة، العمل بمشاريع بناء الطرقات الجديدة بولاية قالمة و سكت هدير الشاحنات و الجرافات العملاقة التي كانت تسابق الزمن لشق طرقات المستقبل و بناء محاور جديدة تفك العزلة الخانقة التي تطوق الولاية التاريخية العريقة من كل الجهات.
و ظل المهندسون يقاومون زخات المطر الأولى قبل أسبوع، لكنهم استسلموا للطبيعة و عادوا إلى قواعد الحياة في انتظار مستجدات المناخ خلال الأيام القادمة.
على الطريق الوطني رقم 20 بين مجاز عمار و وادي الزناتي، تحولت الورشات إلى مواقع أشباح، بعد أن تشبعت الطبقات الطينية بالمياه و عجزت الجرافات و معدات الحفر و التسوية عن العمل و عادت إلى حظائرها على جوانب الطريق و دخل العمال في عطلة غير محددة حسب ما ينص عليه قانون العطل الاستثنائية الناجمة عن سوء الأحوال الجوية بقطاعات الري و الأشغال العمومية.
و بمشروع الطريق السريع النافذ إلى السيار شرق غرب، توقفت الأشغال بنسب متفاوتة من ورشة إلى أخرى، حيث يتوقع أن يتواصل العمل بمواقع بناء الجسور التي بلغت مرحلة صب الخرسانة، لكن أشغال الحفر و التسوية و ضغط طبقات الحصى، توقفت تماما منذ نهاية الأسبوع الماضي و هو نفس الوضع بمشروع بناء طريق مزدوج على الوطني رقم 16 بين حدود ولايتي سوق أهراس و عنابة مرورا بالإقليم الشرقي لولاية قالمة. حيث كادت الأشغال أن تبلغ مرحلة النهاية بمشروع ازدواجية الطريق الولائي 122 المؤدي إلى المدينة السياحية حمام دباغ، قبل أن يغرق المحور الجديد في مياه الأمطار و يتوقف به العمل تماما منذ نحو أسبوع.
و تمنع مخابر الأشغال العمومية العمل بمشاريع بناء الطرقات الجديدة عندما تبلغ درجة التشبع بالمياه حدا معينا، كما تمنع أيضا وضع خرسانة التزفيت عندما تنخفض درجات الحرارة و تسقط الأمطار.
و ظل المناخ السائد بالمنطقة منذ الصيف الماضي، محفزا للمهندسين و شركات الإنجاز العاملة بمشاريع بناء الطرقات الكبرى بالولاية، لكن الأشغال لم تحرز تقدما كافيا و ظلت تعاني من التعثر و التأخر رغم انتقادات المسؤولين المحليين و الرقابة المشددة التي تفرضها مديرية الأشغال العمومية في مجال النوعية و احترام آجال الإنجاز.
حيث تسود المخاوف من ركود كبير في مشاريع الطرقات الجديدة هذا الشتاء و ربما ستتأجل آمال و أحلام السكان إلى الربيع القادم، عندما يصبح المناخ جافا و مساعدا على العمل بمواقع الحفر و التسوية و بناء الجسور و أنظمة الحماية من الفيضانات، على طول الشبكة الجديدة التي يعول عليها كثيرا لفك الخناق المضروب على المنطقة و فتح آفاق اقتصادية و اجتماعية واعدة.
فريد.غ