يشتكي الفلاحون المربوطة أراضيهم بنظام السقي في محيط التلاغمة بولاية ميلة، من توقف ضخ مياه السقي نحو أراضيهم، الأمر الذي يهدد مساحاتهم المزروعة بالموت في فترة تعرف تساقطا ضعيفا. و أوضح رئيس جمعية منتجي الثوم لولاية ميلة، جازي محمد، بأن هؤلاء الفلاحين لم يبادروا بحفر تنقيبات خاصة بهم، بسبب منع ذلك منذ 10 سنوات، و أيضا لأن أراضيهم تقع داخل أو بمحاذاة محيط السقي للتلاغمة، ما جعلهم يستفيدون من نظام السقي بمياه سد بني هارون، غير أنهم و بعدما دفعوا أموالا كبيرة في زراعة أراضيهم بالثوم، الجزر ومختلف الحبوب، ها هو نظام السقي يتم وقفه، بما يهدد بتلف إنتاجهم. مدير المصالح الفلاحية، علي فنازي،يرى أنه على الجهات القائمة على تموين الفلاحين بمياه السقي، أن تضع برنامجا لإنقاذ المساحات الكبرى المزروعة بمختلف المنتجات الفلاحية، منها مادة الثوم التي تتربع على مساحة تقدر بـ 1500 هكتار، مشيرا إلى أن المنطقة الجنوبية لم تشهد تساقطا للأمطار لمدة تزيد عن الشهر.
من جهته مدير الري لولاية ميلة، أوضح بأن الأمر يتعلق ببرنامج الصيانة الدورية لمحطة الضخ لمركب سد بني هارون المزمع تنفيذه قريبا، حيث تقرر ملء السد الخزان لوادي العثمانية الذي يتسع لاثنين و ثلاثين مليون متر مكعب، لضمان استقلالية تموين سكان ولايتي ميلة و قسنطينة منه لاحقا، بعد وقف نشاط محطة الضخ لإجراء أشغال الصيانة لمدة شهر انطلاقا من السد الخزان، وقال أن عملية ملئه جارية حاليا و قد ارتفع منسوب المياه به و بلغ حدود 28 مليون متر مكعب و من المنتظر أن يمتلئ مع نهاية الأسبوع الجاري.
مضيفا بأن قرار ملء السد الخزان المتخذ من قبل الوصاية، استدعى توقيف الضخ للقناة الناقلة للماء لولايتي باتنة وأم البواقي التي كانت تحول لهما مليون متر مكعب في اليوم، و هي القناة نفسها التي يستفيد منها محيط التلاغمة بمياه السقي، و رغم أهمية هذا الأخير بالنسبة للمزارعين، إلا أن الأولوية في مثل هذه الحالات تعطى لمياه الشرب للمواطنين، «ثم أن هذه العملية التي لابد منها»، كما يقول السيد لشهب، تتم في فصل الشتاء المتميز بتساقط الأمطار مما يقلل من احتمال الأضرار.
إبراهيم شليغم