الموقع الأثري تيمقاد في باتنة: مخطط توجيهي للتخلص من ظاهرة البناء الفوضوي

حذر فرع الديوان الوطني لتسيير و استغلال الممتلكات الثقافية المحمية بباتنة، عبر تقارير و مراسلات السلطات العمومية، من خطر تنامي ظاهرة البناءات الفوضوية بمحيط الموقع الأثري لتيمقاد.
و اعتبر الديوان بأن الموقع المدرج ضمن التراث العالمي، أصبح أكثر من أي وقت مضى مهددا بظاهرة البناءات الفوضوية، فيما أوضح رئيس بلدية تيمقاد لـ»النصر»، بأن مجلسه تصدى خلال السنوات الثلاث الأخيرة للظاهرة، من خلال منع البناء دون رخصة و وقف أشغال بالتنسيق مع مصالح أخرى.
وكان فرع ديوان تسيير واستغلال الممتلكات الثقافية الذي يشرف على حماية عدة مواقع أثرية بولاية باتنة، قد ندد بتوسعات البناءات الفوضوية في المنطقة المحمية من الجهة الشمالية الغربية و الجهة الشرقية وحتى بداخل الموقع المسيج واستنكر الديوان ترخيص أشغال بالمنطقة المحمية في الجهة الشرقية و إنجاز محلات دون استشارة الجهات المعنية بحماية الموقع، حسب مراسلات الديوان للقانون 98/04 المؤرخ في 15/06/1998 المتعلق بحماية التراث الثقافي.
منددا بتشييد بنايات دون استشارة و تجاوز بعضها بالمدخل الرئيسي للموقع الطول المحدد و الذي يلزم حسب الديوان عدم تجاوز عشرة أمتار، حتى لا يتأثر حقل الرؤية للموقع و أكد الديوان عبر عدة مراسلات، على تسجيل مخالفات تتعلق بحماية الموقع خاصة بالجهة الشمالية و الغربية التي هي ملك للدولة و مخصصة لوزارة الثقافة.
من جهته رئيس بلدية تيمقاد، أكد للنصر، على سهر مصالحه بالتنسيق مع مصالح مراقبة العمران على غرار شرطة العمران على التصدي لظاهرة البناءات الفوضوية، مضيفا بأنه و خلال السنوات الثلاث الأخيرة، تم التصدي لتوسعات و بناءات فوضوية، معتبرا بأن الظاهرة ليست بالجديدة بعد تسجيل اعتداءات في وقت سابق و بخصوص إحدى البنايات المشيدة عند مدخل الموقع، فأكد على حصول صاحبها على رخصة من وزارة الثقافة و اعتبر «المير» بأن المصادقة مؤخرا على مخطط التوجيه العمراني للبلدية باتجاه عكس الموقع الأثري، سيحل عديد مشاكل العمران، من بينها المرافق العمومية.
يذكر أن فروع ديوان تسيير و استغلال الممتلكات الثقافية، عرفت صراعا بين مسؤولين فيما بينهم و بين مسؤولين بالديوان و منتخبين، بسبب تبادل للاتهامات، من بينها ما تعلق بالبناء الفوضوي و حماية الموقع الأثري و تمخض عنها توقيف مؤقت للبعض و كان مسؤولون على المواقع الأثرية على غرار تيمقاد و تازولت، ممن تم توقيفهم مؤقتا، يطالبون بفتح تحقيق لإعادة إدماجهم طبقا للقوانين المعتمدة و نددوا بما اعتبروه اعتماد تقارير مغلوطة دون الاستماع لشهاداتهم.
في حين أفاد مسؤول بمديرية الثقافة، بأن تيمقاد بحاجة إلى مخطط حماية لم يشرع فيه كآلية لحماية الموقع الأثري، في ظل تشييد بناءات على جانب المدينة الأثرية، مشيرا إلى رفع قضايا لدى العدالة، أما بخصوص العمال الموقوفين، فأكد على إعادة إدماجهم لكن ليس في مناصب المسؤولية السابقة.
يـاسين عبوبو