أكدت مصادر مسؤولة بمديرية النقل لولاية الطارف، بأن الدراسة التقنية الخاصة بإعادة بعث مشروع خط السكة الحديدية الرابط بين عنابة و القالة إلى غاية الحدود التونسية على مسافة 100 كلم، بلغت مرحلتها الأخيرة.
حيث يجري أخذ عينات جيولوجية من النقاط التي يمر عبرها الخط الذي يعتبر حيويا نظرا لازدواجيته سواء بالنسبة لمسالكه أو الاستعمال المختلط لنقل البضائع و المسافرين، علاوة على السرعة المتوسطية التي قد تصل إلى 160كلم في الساعة.
و ذكرت المصالح المعنية، أنه سوف يتم تسجيل العملية و الانطلاق في الأشغال فور الانتهاء من الدراسات التي توليها الوصاية أهمية بالغة، و التي تبقى من أهم الأولويات ضمن المشاريع الكبرى للقطاع، ، تنطلق الأشغالو هذا بعد أن عرف المشروع المذكور تأخرا كبيرا ، خاصة في تحديد المسار، قبل أن يتم استدراك الأمر بإزالة كل العوائق و تسوية ملف نزع الملكية مع الخواص، بعد رفض البعض مرور خطة السكة الحديدية على أراضيهم ، حيث عاينت لجنة وزارية يقودها المدير العام للسكك الحديدية في وقت سابق، الخط على مساره القديم عبر الطريق الوطني 44 مرورا بـ6 بلديات و عدة تجمعات سكانية ثانوية، و أعطت الحكومة موافقتها على إعادة بعث المشروع المذكور في إطار برنامج تطوير قطاع السكك الحديدية.
كما عاينت لجنة ثانية تتكون من مختصين و خبراء، المنطقة المصنفة 1و 2 للحظيرة الوطنية للقالة، التي تتطلب موافقة الجهات المركزية لعبور المشروع مع الحفاظ على الجانب البيئي و الطبيعي، عكس المنطقة المصنفة 3 و 4 للحظيرة التي تخضع لموافقة المصالح المعنية على المستوى المحلي .
و ذكر ذات المصدر، أن لجنة مختصة مشكلة من مختلف القطاعات و الهيئات، قامت في وقت سابق بالمعاينة الميدانية للمسار ، بغية إزالة كل العوائق التي من شأنها تفعيل المشروع الذي سيعطي دفعا تنمويا للولاية.
حيث قدمت اللجنة التقنية ثلاثة مقترحات ، حيث يتضمن الاقتراح الأول مرور المشروع من محطة عنابة مع عبور بلديات الشط ، بن مهيدي، سيدي قاسي، عاصمة الولاية، عين العسل، القالة وصولا إلى بلدية أم الطبول أقصى الحدود الشرقية، لربط السكة الحديدية مع خط السكة الحديدية لمدينة طبرقة التونسية، في إطار مشروع إنشاء خط السكة الحديدية المغاربية، و هو ما من شأنه خلق ديناميكية و حركية اقتصادية كبيرة بالمنطقة، من خلال تسهيل تنقل الأشخاص و البضائع و الترويج السياحي للولاية.
في حين تضمن الاختيار الثاني للمشروع، انطلاق الخط عبر مساره القديم على الطريق الوطني رقم 44 من محطة عنابة وصولا إلى مدينة القالة، مرورا ببلديات بن مهيدي، سيدي قاسي، بحيرة الطيور، بوثلجة، الطارف، عين العسل و الفرين، فيما تضمن الاقتراح الثالث انطلاق المسار من محطة عنابة مرورا ببوثلجة، الطارف وصولا إلى مدينة القالة، حيث مازالت بعض شواهد الخط ظاهرة للعيان لحد الآن عبر عدة نقاط عبر الوطني 44 ، قبل أن يتقرر انجاز المشروع على مساره القديم الذي يعود للحقبة الاستعمارية حتى يحافظ على خصوصياته الاقتصادية و الاجتماعية.
و أفادت المصالح المعنية، بأن المشروع يكتسي أهمية كبرى، حيث سيسمح بتوفير آلاف المناصب ، من خلال استحداث أنشطة تجارية و صناعية و خدماتية مختلفة على مساره، كما أنه سيمكن المتعاملين الاقتصاديين و الفلاحين من تسهيل تسويق منتجاتهم إلى الخارج عبر مطار و ميناء عنابة و إلى بلدان المغرب العربي عبر خط السكة الحديدية المغاربي، ناهيك عن فك العزلة على أقصى الجهة الشرقية.
نوري.ح