تُحضر المديرية العامة للمركز الاستشفائي الجامعي بعنابة، لوضع نظام قراءة نتائج الفحوصات عن بعد بين المؤسسات الاستشفائية التابعة لها حيز الخدمة قريبا، بعد استكمال ربط جميع المصالح بشبكة الألياف البصرية.
و استنادا لمصدر مسؤول بالمستشفى الجامعي للنصر، فإن هذا النظام يمكن من تبادل المعلومات عند البعد بشكل آني بين الأطباء المختصين و قراءة البيانات خاصة في الحالات الاستعجالية، حيث سيربط كمرحلة أولى، كل من مصالح الاستعجالات الطبية و الجراحية و مصلحة الأشعة و التحاليل و كذا غرف إجراء العمليات الجراحية.
و أكد المصدر، على أن هذه الخدمة الجديدة، ستساهم في تسهيل إجراء الفحوصات في مصلحة الأشعة بالمستشفى الجامعي ابن رشد، التي تضم جهازين للسكانير و جهاز « إيارام» و الحصول على النتائج في ظرف وجيز في الحالات الحرجة و المبرمجة لإجراء عمليات جراحية، حيث تعرف مصلحة الأشعة بالمستشفى الجامعي ضغطا رهيبا، بسبب عدد المرضى المحولين إليها و قلة عدد الأطباء المختصين في التصوير بالأشعة، حيث يوجد أربعة أطباء مختصين فقط، موزعون على أربع مستشفيات، ما يطرح عجزا في التكفل بجميع المرضى الوافدين على المستشفى الجامعي.
و تسهل خدمة قراءة النتائج عند بعد، وفقا للمصدر، إرسال كشوفات الأشعة و التحاليل في حينها، ما يقلص مدة انتظار المرضى للحصول على تقرير الفحوصات المكتوب و ترك نتائج الحالات غير المستعجلة لتصدر لاحقا، حيث تصل حاليا مدة استلام نتائج كشوف «إيارام» ما بين 10 و 20 يوما و هي مدة طويلة تعمل إدارة المستشفى على تقليها بعصرنة نظام قراءة النتائج و إرسال البيانات و يبقى العائق أمام الإدارة ندرة الأطباء المختصين في الأشعة سواء بعنابة آو باقي ولايات الوطن.
و تؤكد المديرية العامة للمستشفى الجامعي، على أنها تعمل جاهدة على تقديم خدمة عمومية جيدة والتكفل بالمريض، رغم الصعوبات و الضغط الكبير الذي تعرفه المستشفيات الجامعية بعنابة، نظرا لتحويل مئات الحالات من الولايات المجاورة إلىمصالحها، بالإضافة إلى غياب ذهنية التكفل أو التوجه إلى المستشفيات العمومية، لإجراء الفحوصات و العمليات الجراحية، كون المستشفى الجامعي مهمته استقبال الحالات المستعصية و الحرجة للتكفل بها، و ليس الحالات البسيطة.و تعرف مصلحة الاستعجالات الجراحية يوميا، حسب المصدر، توافد مئات الحالات أغلبها غير الحرجة، كما تعرف مصلحة التوليد في الليلة الوحدة استقبال 60 امرأة حامل، يتكفل بهم طبيب واحد فقط في المناوبة، من أصل أربع أطباء يتداولون على المناوبة ليلا و نهارا، ما أدى إلى إصابتهم بالإنهاك من ضغط العمل و تقدمهم في السن، حيث يصل الطبيب الجراح إلى إجراء أكثر من 10 عمليات قيصرية في الليلة الواحدة، ناهيك على الضغط التي تواجهنه القابلات للتعامل مع جميع الحالات و الولادات المستعجلة، ما يؤدي إلى الإرهاق و طلب التحويل للعمل في العيادات الجوارية، هروبا من الضغط الكبير في المستشفى الجامعي و رغم هذا، حسب المصدر، تقدم الطواقم الطبية جهودا جبارة للتكفل بجميع الحالات التي هي في الواقع أكبر من طاقتها.
حسين دريدح