حذر مهندسون يعملون في قطاع الزراعة بالجزائر، من مخاطر الإفراط في استعمال الأسمدة العضوية لرفع المردود في الهكتار الواحد من مختلف المنتجات الزراعية، مثل الطماطم الصناعية التي شكلت محور لقاء نظمته تعاونية الخدمات الفلاحية حمام دباغ بقالمة، أمس الاثنين.
و أضاف المهندسون عبر شروحات تقنية، بأنه ينبغي على المزارع إجراء تحليل للتربة لمعرفة المركبات الكيماوية الموجودة فيها و من ثم اختيار السماد المناسب و التركيز الواجب تطبيقه حسب طبيعة كل منطقة، مؤكدين على أن رفع مردود الهكتار الواحد من الطماطم الصناعية إلى أكثر من 1200 قنطار أصبح حتمية لمواجهة تكاليف الإنتاج و تحقيق أرباح مريحة تسمح للمنتج بمواصلة النشاط و المساهمة في الجهد الوطني الرامي إلى تحقيق الأمن الغذائي و التوجه نحو تصدير المنتجات الزراعية إلى الأسواق الدولية.
و حسب خبراء شركة «سريد» المتخصصة في الأدوية و الأسمدة الزراعية، فإن التربة الزراعية بالجزائر، تتميز بارتفاع الحموضة فوق المعدل الطبيعي و على المزارعين معرفة هذه الخصوصية و التعامل معها باهتمام بالغ، من خلال اختيار المواد العضوية الملائمة و التركيز المناسب، لرفع المردود الذي يبقى الهدف الأول للفلاح في مختلف الشعب الزراعية الإستراتيجية.
كما أوضح المهندسون الذين نشطوا اللقاء، بأنه يتعين على المزارع أن يدرك جيدا بأنه يوجد اختلاف كبير بين التربة البيضاء و التربة السوداء و التربة الرملية و التربة الطينية و لذا فإن اختيار السماد و التركيز المناسبين، يعد أمرا ضروريا للمحافظة على القدرات الإنتاجية للتربة و تفادي ظاهرة ارتفاع معدل الملوحة الذي يهدد مساحات واسعة من الأراضي الزراعية بالجزائر.
و ذكر بأن قطاع الزراعة في الجزائر يواجه تحديات كبيرة خلال السنوات القادمة، بسبب ارتفاع أسعار الأسمدة و الأدوية في السوق الدولية و أصبح المزارع مجبرا على خفض تكاليف الإنتاج و التحكم الجيد في المسارات التقنية المجدية و تفادي الإفراط في استعمال الأسمدة و المبيدات الكيماوية.
اللقاء كشف عن قصور كبير يعاني منه الكثير من منتجي الطماطم الصناعية و حتى القمح بخصوص تحليل التربة و اختيار السماد و الأدوية الملائمة دون إفراط، لخفض تكاليف الإنتاج و حماية التربة و خفض فاتورة استيراد الأسمدة العضوية و المبيدات الكيماوية من الخارج.
فريد.غ
